____________________________________
( مجهول )
بيطلق المجهول الصمت على الشوارع .. بيحتمي الخوف بالبيوت و يستخبى في اركانها .. يتمدد في اوقات الوجبات على الموائد .. و تسكت سفرة العشا قدام ضجيج الاحتمالات في الاذهان .. و تتعكز فينا الوحدة على الساعات و الدقايق .. و تعبر بهدوء .. با احط علامة القلب على بوستات الاصدقاء 🧡 بينما القلب نفسه بترتعش فيه الأسئلة .. و بكرة واقف قدامنا زي صديق حاطط ايديه ورا ظهره .. حاجات كثير نسيتها الشوارع في ارواحنا و هي بتنسحب من حياتنا و تفضي نفسها من الاقدام و الخطوات .. ما زالت الابتسامة حية في العيون .. ما زالت الكؤوس بتلمع فيها السوائل الباردة .. و لسه بتتشبر في دفء الظهر و تشاكس العطش .. ما زالت الطيور بتهمل بالكامل وجودنا .. و ما زالت مؤقتة جدا حوادث الايام .. لم تتغير فعلا اشياء كثيرة .. حقيقة مدهشة جدا في وضوحها .. ما زال العقل بيعصى الضمير .. و ما زالت سخيفة جدا كلمات زي العشق و الحقيقة و العذاب و الراحة .. من و احنا صغيرين و احنا عارفين كويس ان بكرة مستخبي دايما ورا الستارة علشان يخضنا .. نصارح نفسنا بالحقيقة احسن : لم و لن يتغير شيئ ... ....... .......... ....... اومال ليه بيحس القلب بحنين قدام الاعيب الذاكرة ؟ و ليه شكل شوارع الماضي .. الماضي القريب جدا .. اجمل قدام خيالنا كثير ؟
(اشباح)
ما فيش ما هو اكثر سذاجة من انك تتصور ان فيه اشباح بتستخبى في الخرابات ان فيه عفاريت ممكن تطلع لك في الغيطان الضلمة او الزوايا المهجورة مش معنى كده ان ما فيش اشباح او عفاريت تصور لا يقل سذاجة عن تصور وجود الاشباح في الغيطان و الخرابات و الاماكن المهجورة انك تتصور ان ما فيش اشباح او عفاريت نهائيا حتى صلاح جاهين ما انكرش لابنه وجود الاشباح لكن حذره انه يخاف منها و لقنه ح يقولها ايه بالظبط لو ظهرت له اللي اشفق صلاح جاهين على ابنه من انه يعرفه في مطلع مبكر من العمر هو مكان تواجد الاشباح النوم هو المكان اللي بتنتظرنا فيه الاشباح بعد انتصاف العمر و كل مرة بيهب فيها عفريت في وشك في الحلم دايما بيهرب منك باليقظة المفاجأة بيهرب منك و ايديك على رقبته بتضغط بينقذه الصحيان منك و من ايديك على رقبته علشان يرجع يهاجمك في نوم تاني و حلم تاني كام مرة في عمرك مسكت في ايدك شيئ لا يمكن تعويضه خدت قرار انك تكسره با ايديك علشان تكون اقوى و كل مرة كنت عارف كويس انك لما بتكسره بتكسره للابد مستحيل انه يرجع سليم و كامل .. استحالة عودة الحياة لجسم ميت من حطام كل اللي كسرته للابد با ايديك على مدار حياتك بتخرج لك الاشباح في نومك و تطلع لك لسانها و الشوارع بتفضى قدام المجهول الزاحف و القعدة مع صديق في جنينة مع مشروب بارد في يوم مشمس بتتحول لشيئ من الماضي البعيد فقدناه مع هروب الحياة من الشوارع في اليقظة بتتزاحم الاشباح في المنام و ايه ح تكسر اكثر من اللي اتكسر علشان تكون اقوى ؟
هامش :
ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح .. ما تخافش من جني و لا من شبح .. و ان هب فيك عفريت قتيل اسأله .. ما دافعش ليه عن نفسه لما اندبح .
- من رباعيات صلاح جاهين
(آثار لأعمار عبرت)
في كهف من كهوف الذاكرة اختفيت نقيته بعناية بين تلال الذاكرة كهف منزوي و محصور في زحمة كل ما عبر ادخل .. و امدد .. و ارتاح اتخيل و استرجع .. معارك عبرت .. و معارك ح تيجي .. بتترسم على الجدران .. و قد ايه الذاكرة اللي في العادة بتكون مخادعة و شريرة بتكون فجأة مطيعة و رحيمة و متعاطفة .. بس لما بتلجأ لكهف مناسب فيها .. و ترمي عن صدرك كل اللي شيلاه تراكم لحظات التعب .. ما اسخف الجمل الشعرية اللي كنت معجب جدا بوصولك ليها .. ما اسخفها امام الراحة الحقيقية .. اللي بتخلقها لحظة واحدة من الامساك بالماضي على حقيقته .. بتتمدد اكثر في الزاوية دي من زوايا الماضي .. في هذا الكهف الحميمي من كهوف الذاكرة .. و مع كل لحظة بيزيد فيها احساسك بالراحة .. بتتضح الصورة اكثر و اكثر قدامك .. من الممكن بسهولة في زماننا .. انك تقف على حقيقة و تعتبرها نهائية .. مثلا : بكرة كائن همجي مجرد من الرحمة . او .. مثلا : الماضي شاكوش بيضرب على اعصابنا في الوقت اللي يختاره . اي حقيقة ممكن تطمئن لها .. او حتى تتعايش بالكامل مع قبحها .. بتتنسف نسف .. قدام لحظة واحدة من الراحة .. في كهف واضحة على جدرانه علامات الذاكرة .. . .. ايوة ... عشنا بالفعل .. اتحركت قلوبنا بالحب بالفعل .. غيرنا و اتغار علينا و اتألمنا و ضربنا احيانا من غير رحمة على كل اوتار الالم عند اللي حبيناه .. .. كل ده مش مهم . .. و لا مهم اي وجع سابه او ح يسيبه .. قدام لحظة الاكتشاف اللي بتخلقها قعدة مريحة في كهف من كهوف الذاكرة ... الاكتشاف ان ممكن فعلا بكرة ... .. يضربنا العشق من تاني .. مرة من غير الم .
(شهرة)
دخول الشهرة من اجمل ابوابها هو انك تتحدى القانون و ترقص على جثة فلسفته تتحدي الحظر و تمشي انت و اصحابك في مسيرة مع تشابك الايادي .. ولاد و بنات مع بعض .. و تغيظوا المارة .. تتبادلوا القبلات و الاحضان .. من صغري .. و لا معنى عندي اكبر للشعر من استفزاز من يقرأ او يسمع .. النهاردة بتظهر لي شهرة جايزة نوبل للادب .. من غير اثارة و لا بتحرك اي شوق .. جنب شهرة قيادة تمرد جماعي .. من خلال تبادل الاحضان و القبلات علنا .. ارهقت المستقبل في دماغي من كثر ما حرضته على انه يجيب اسؤ و اخطر ما في جرابه .. ح تفقد الشرطة السيطرة على الشوارع .. ح تتكون في الاحياء قوى من البلطجية بتحكم كل حي .. ح تقف امدادات الاكل و الشرب .. .. ح تنتشر الفوضى و المجاعة .. ح تقرع الدول الكبرى طبول الحرب .. آخر آخر ما في ايد المستقبل بيكشف بيه اوراقه قدامي .. ح ابدأ الاتصال بعدها با اصدقائي و صديقاتي .. اسم اسم و رقم رقم .. ح ابدأ المكالمة دايما بجملة واحدة : بكرة جالي من شوية و هو لابس قميص قبيح جدا جدا .. ح اختصر الخطة المطلوبة في كلمتين : فلنتفضل على الغد بالاهتمام بخططه .. و با افسادها .. و نخرج للشارع متلاصقين .. مظاهرة من الاجساد الحميمة المتلاصقة .. و مع تبادلنا للقبلات و الاحضان في اشارات المرور .. ح يتعب اليائس فجاة من يئسه .. ح يحس باليأس زي شيلة تقيلة مالهاش لزوم و لا معنى .. ح تبص الذوات المتناثرة في الشارع .. الذوات الخايفة المتباعدة .. ح تبص علينا و كأننا مراية بتعكس توترهم و ضعفهم .. ح نرفع اصواتنا بالتحذير .. احنا شبكة من الحب .. فا احذر ان تقع يا من لا تمتلك شجاعة الابتسام امام المهالك .. طريقنا محبب جدا للموت .. فالمحبة هي غذاء الموت المفضل ... ح تشتعل السماء فجأة ببريق مفاجئ .. و ترعد بقوة .. ح ينزل المطر بغزارة .. و تتبل شعور البنات .. في اللحظة دي بالذات .. ح تظهر البيرة كملكة جميلات العالم .. ح نفتح قزايز من كل الانواع .. و نشرب من كل قزازة جماعيا .. و الناس بتراقب بذعر و هلع .. منهم اللي بيتصل بالبوليس و يبلغ .. و منهم اللي بيزعق و منهم اللي بيشتم .. و منهم اللي بيبتسم .. و كثير .. كثير جدا منهم بيضحك .. ما فيش معنى للتحذير من الحرق .. للي في اعماق اعماقه بيعشق النار .. حقيقة بتكرر نفسها .. من غير ملل .. و كأنها اجمل اغنيات الدنيا .
(تراجدي)
وجوه با اشوفها بوضوح مع كل قهوة صباحية .. بتبتسم لي من على سطح السائل الساخن .. ابدا ... و رغم اي ظروف ... عمرها ما بتقل لذة الرشفة الاولى .. من كوب القهوة الصباحي الاول .. اللي جه جديد مؤخرا .. هو هذه الوجوه .. اللي بتتزاحم قدامي على الوش الكثيف للقهوة .. كلها وجوه مبتسمة ابتسامة غريبة .. ابتسامة سعادة ؟؟ تشفي ؟؟ حماس ؟؟ ما اعرفش !! منها وجوه لناس قفزت من البرج في نيويورك .. في هذا اليوم الخريفي الابدي من سبتمبر الفين و واحد .. بتبتسم لي قبل ما تلمس الارض .. كأنها بتقول لي يا ترى رحلتنا قبل ملامسة الارض اصعب و الا رحلتك ؟ 🙂 و وجوه تانية برضه مبتسمة .. و برضه في ظروف لا تقل جنائزية .. زي ناس على طيارة بتتأهب للهبوط .. فجأة بيسمعوا من الطيار ان عجلات الطيارة عطلانة و رافضة النزول .. و ان عليهم توقع هبوط شاق .. العمال في المطار بيرشوا ارض ال ( ررن وااي ) بالسوائل المعجونة بالزيت و الصابون .. و الطيارة بتستعد لملامسة الارض بسطحها المعدني الاملس الممتد .. و ابتسامة واحدة على وجوه الركاب فيها .. ابتسامة حماس و توقع .. زي الابتسامة على وجوه ركاب لعبة مثيرة في مدينة الملاهي .. وجوه و اماكن و مواقف .. و المشترك الوحيد هو الابتسامة .. الابتسامة المتصاعدة مع بخار القهوة .. مع عبق السائل الساخن المحبب في الاوضة .. با اعتذر لك يا زمن .. و با اطلب منك العفو .. ابدا ما توقعتش قدرتك الفريدة دي على انك تفاجأني .. تصورت في لحظات كثيرة جدا .. و متعددة جدا و متكررة جدا من السذاجة .. اني شفت كل هداياك .. و ان خلاص ما عادش في بريدك الوارد اي شيئ ممكن اعتبره جديد .. با اعتذر لك يا زمن .. و با اطلب منك العفو على استهانتي بيك .. و تهويني منك و من فكرة انك ممكن تكون قادر تاني تفاجأني .. و مستعد اعتذر لك علنا و ابوس راسك قدام الناس .. بس على شرط واحد .. انك تقدر في مفاجأة كبيرة من مفاجآتك .. انك بشكل ما تقنعني .. ان ممكن في لحظة .. لحظة واحدة بس .. ترجع لي هذه المتعة اللي حسيتها في يوم .. من لمس شعر بنت حبها القلب .. ياااااااه يا زمن .. لو قدرت تقنعني بده تبقى فعلا معلم .. و فعلا ما فيش اي رد فعل مناسب غير الابتسام .. و بس الابتسام ... قدام كل مآسي الدنيا .
(اشياء حول الموسيقى)
حاجات كثير مختلفة بتتعلق بالموسيقى .... مدهش قدر التنوع .. و يمكن احيانا التناقض .. في كل اللي مرتبط بالموسيقى .. و اللي بتنقشه في زوايا ارواحنا .. ح يدوّر الشعراء و هما بيحاولوا تسجيل احساسهم باللحظة .. عن كل ما هو درامي و باعث على الاثارة .. الوباء ح تتكلم عنه الناس في الزمن القادم .. ح ياخدوا حريتهم بالكامل في وصفه و وصفنا .. ح يتفننوا في قص الحكايات عن حياتنا تحت الحظر و الارشادات و القواعد .. ازاي كانت .. و ازاي عبرت .. و كرد فعل حالي على اللي ح يسمح اللي جايين لأنفسهم به .. من تدخل في صلب حياتنا .. تحت القلق و الترقب و الغد المجهول .. ح يرد شعرائنا النهاردة على الساكنين بطمأنينة في هذا الغد .. بيراقبونا زي ما بيتفرجوا على افلام الكاوبوي و الحروب مع المشروبات و التسالي .. ح يرد الشعراء با انتاج اكبر قدر ممكن من الدراما حوالين اللحظة .. اي حاجة ممكن ننغص بيها حياة الغارقين في الغد المطمئن .. اما انا فكل اللي ح انصحهم به هو انهم يقضوا وقت اطول و اعمق .. في تأمل مكان الموسيقى في حياتهم .. انهم ما يقعوش في نفس الغلطة اللي وقعنا فيها .. في التعامل مع الموسيقى على انها شيئ في الخلفية من حياتنا .. شيئ على هوامش الروح .. و هوامش الحب .. و هوامش الوطنية .. عايز اقولهم الموسيقى ليها دراع و قبضة اخطر بكثير .. للموسيقى تراكمها الصعب .. كل فتاة ابتسمت لي في يوم .. و في قلبها حب ايا كان قدره .. ما قدرتش الابتسامة رغم سحرها انها تصحيني على حقيقة التراكم الخطر للجمل الموسيقية .. زي نار بتمتد ببطء .. على قد ما بيمتد معاها في الروح الدفء .. على قد ما بتلتهم من غير ما نحس .. مساحات اكثر من شجاعتنا .. ح ترجع مية الانهار تجري بكامل الانسياب و النعومة .. النيل بالذات .. ح يعدي و يعبر .. و يمكن حتى اللحظة دي ما تدخلش في ذاكرته كشئ مهم .. كل حاجة ما اسهل انها ترجع زي ما كانت .. لكن هل ممكن يفضل زي ما كان ؟
يفضل محتفظ بنفس الشجاعة ؟
قلب حفرت عليه جمل الموسيقى ؟
(رأيت في ما يرى الصاحي .. رايت في ما يرى المستيقظ )
و كأنها لمسة من عصاية سحرية خارجة من قلب العدم .. خارجة من مركز في قلب الوجود .. ملياااان بالراحة .. في لحظة تبدد القلق .. تلاشى زي كائن عملاق من دخان .. نفخة واحدة حولته للاشيئ .. لحظة و كأن كل اللي في الشارع ربطت بينهم موجة خفية واحدة .. كله قلع القناع من على وشه و رماه .. تزاحمت الاقنعة و هي بتتطاير في الهوا .. و رجعت الانفاس تدخل و تخرج من الصدور با انسياب و نعومة .. رجعت الناس تتنفس من غير خوف .. و القلب لسه بيحاول يتعامل مع اللحظة .. يفتح كنوزها و يمتع النظر .. لمسته من تاني نفس العصا السحرية .. الممدودة من قلب العدم .. من قلب العدم و الخوف .. و مرة تانية غمرت الشارع حركة مش عادية .. وقفت الناس و على وشوشها تعبيرات غريبة .. كأنها بتسمع او بتنصت للحن جاي من عمق الزمن .. لحن خافت .. خافت .. زي بركان بيثور ببطء عبر التاريخ .. و كأنها بتشم عبق غريب انتشر في الارض .. ريحة اماكن حسينا فيها بالسعادة زمان و احنا اطفال .. و عمرنا ما رجعنا لها .. حسيت اني مش ح استحمل لمسة ثالثة من العصا دي الممدودة .. الخارجة من بطن العدم .. مش اقدر اتعامل مع اللي بتفتحه في القلب .. لكن و يا للدهشة .. لمستني تالت و رابع و خامس .. لمست كل اللي عابرين في الشارع .. حولتهم الى اطياف من السعادة و الراحة .. مرسومة على هيئة بشر .. اتفجر الماضي و الحاضر في شلال واحد من البهجة .. كل بنت بصت لي في يوم كئيب من ايام الماضي .. و قالت لي مش عايزة اشوف وشك تاني .. انت اسؤ شيئ حصل لي في حياتي .. لقيتها فجاة قدامي بتضحك و بتقول لي واحشني بجد .. بجد كانت ايام حلوة .. كل بنت خانتنا احنا الاتنين عهود الدنيا .. ظهرت قدامي مرسوم على وشها ابتسامة رضا .. كل واحد قال لي باللسان او بالنظر : اشعارك هي اسخف ما اتكتب بلغة مصرية .. لقيته فجاة قدامي .. بيقول لي : "لقيت على امتداد الطريق .. كثير من اللي انت قلته مفروش .. اشكرك " مش بيحتفل القلب ابدا بالشكر في لحظة سعادة .. مش بيحتفل لا بلحظة في الماضي و لا بنظرة على بكرة .. مش بيحتفل القلب لا بالشكر .. و لا بالزمن .. مش بعيد تتكرر السعادة .. مش بعيد تيجي بكرة لابسة فساتين با الوان تانية .. بكرة .. او بعد بكرة .. من امتى كان موعد مجيئها مهم ؟ شربت اللحظة بالكامل .. زي بخيل بيلم كنوز عمره ..
حاوطتها و حميتها ..
ما اتفهك يا زمن امام لحظة سعادة ..
و ما اهونك يا وقت ...
قدام اللي لسه مستني ....
ليلة واحدة يقدر فيها ....
على الحلم .
Comentarios