top of page
  • Writer's pictureBahaa Awaad

دياب .. رمزي .. ملاك




الجزء الأول : صوت بيعلا في الفجر .

_______________________________________________________________


1 ) ----------------------------------------------- للوهلة الأولى ما خدتش بالي ، قفلت صوت المنبه في الآي باد و قمت ؛ دست زرار ماكنة القهوة و لقيت نفسي با ابص تاني من الشباك بعنين مفتوحتين تماما .. عينين طار منهم النوم تماما ، اللي تخيلته وهم او بقايا نوم لقيته قدامي .. مدخنة .. مدخنة من الطراز القديم ، زي اللي كنت با اشوفهم في مصر على امتداد النيل في مكان ما من القاهرة . ايه سبب الدهشة و الخضة حاولت أسأل نفسي !! .. اكيد المدخنة دي طول عمرها و هي هنا ، انت بس اول مرة تلاحظها .. حاولت أقول لنفسي !! مدخنة من هذا الطراز في مدينة اوربية في القرن الواحد و العشرين ؟ خمس سنين ساكن في نفس الشقة و في نفس المكان و اول مرة الاحظها ؟ عادي .. مرة تانية لقيتني با اقول .. عادي جدا !! اومال ليه انا مش حاسس انه عادي ؟؟ .. في الحقيقة .. احساس ماليني و انا تحت الدش .. و انا با اشرب القهوة .. و انا البس و با استعد للخروج .. احساس ابعد ما يكون عن العادي . في ساحة انتظار العربيات ابتسمت :) .. انت فاكر نفسك بطل فيلم من الافلام دي لما اليوم بيبدأ بداية مش طبيعية و بعدين تحصل احداث غير متوقعة ؟ بطل فيلم (افتر اور) سيادتك بتاع مارتن سكورسيزي ؟؟ .. و الا البحث عن سيد مرزوق !! فتحت باب العربية و انا لسه با ابتسم .. دار الموتور من غير مشاكل .. لا احداث سيادتك .. لا احداث .. اقنع بما تبقى دون مغامرات و لا تغيرات .. فقط تراكم الايام و السنين .. و هذا الشعور بالأطمئنان .. الاستثناء ان هذا الشعور النهاردة مش بنفس الثقة في النفس اللي كان بدا يستقر بيها . اللي كان بدأ يتحول معاها لحقيقة مستقرة واقعة . و أنا با ألف علشان ادخل بالعربية للشارع الرئيسي بصيت بصة عابرة على جانب الطريق .. بصة عابرة بعدها دست على الفرامل بقوة .. صوت احتكاك العجل بالأسفلت كان عالي لدرجة لازم تسمع الشارع .. مع ان سرعة العربية كانت اقل من العادي ، انطلق نفير العربية اللي ورايا احتجاجا ، تحركت تاني و المرة دي لقيت نفسي با أبلع ريقي بصعوبة ، القيت نظرة تانية على جانب الطريق .. ما فيش ادنى شك في اللي انا شايفه قدامي ، المساحة الفاضية من الارض اللي كانت على جانب الطريق تحولت دلوقت لمساحة محفورة ضخمة !! حفر من اللي بيسبق رمي اساسات !! حفر عميق و منتهي و على كامل مساحة الارض .. حفر في الواقع جاهز لرمي الاساسات !! امتى ؟؟ امتى ده حصل ؟؟ لغاية امبارح بس كانت الارض مساحة فاضية لكن ما فيش فيها اي حفر .. ما فيش اصلا معدات او اجهزة او آلات كانت موجودة ممكن توحي ان فيه مشروع حفر !! امبارح .. امبارح بس .. مش من اسبوع و لا تلات ايام و لا يومين !! امبارح انا متأكد !! ---------------------------------------------------------------------------- ---------------------------- (2) --------------------------------------------------------- وصلت الى الفندق اخيرا ، لبست بدلة الاستقبال ، ثبتت الثلاث اعلام على ياقة الجاكت .. الالماني .. البريطاني .. السعودي .. و وقفت ورا حاجز الاستقبال .. جاهز لخدمتكم بثلاث لغات .. كل شئ يبدو عادي تماما ، حقيقة اني وصلت الى الفندق ، حقيقة ان الارض لم تنشق و تبلع العربية في نقطة ما من الطريق ، او ان الطريق نفسه ما انقطعش في لحظة و ظهر في نصه تنين بينفخ نار ، حقيقة اني واقف ورا الحاجز با استقبل يوم عمل عادي .. كل ده بيؤكد ان كل شئ في الواقع اكتر من العادي .. فا ايه مبرر القلق ؟؟ انتبهت على صوت نسائي بيتكلم جنبي با المانية ذات لكنة روسية ، التفتت و لقطت عيني فورا الاعلام الثلاثة .. الالمانية .. البريطانية .. الروسية .. فوق الياقة النسائية .. هيلين زميلتي في الاستقبال بتسالني مالك !! ما فيش .. قلت لها .. ما نمتش كويس بس !! الحقيقة اني الاجابة دي فيها جانب من الواقع ، من يوم ما انتقل الى السكن في الطابق جيراني الجدد و انا مش قادر انام كويس ، ما فيش حد في الحقيقة في الطابق قادر ينام كويس !! يوميا في الثالثة صباحا او بعد كده بشوية بتبدأ الصلوات و الادعية بصوت مرتفع ، ما اعرفش كام بالظبط عدد السكان الجدد .. بس ممكن يكونوا تلاتة او اربعة .. كلهم من بلد ما من شمال افريقيا ، ما قدرتش احدد اللهجة بالظبط في المرات اللي سمعتهم بيتكلموا صدفة و انا داخل او خارج في نفس وقت دخولهم او خروجهم ، طلب مني باقي الجيران اني اكلمهم انهم يحتفظوا بأصواتهم في الحدود الخاصة بشقتهم و الا ح يضطروا يبلغوا البوليس .. قال لي الجار اللي كلمني انهم قرروا يعملوا محاولة من خلالي قبل ما ياخدوا اجراء بهذا العنف في حق جيران في النهاية !! وعدت اني ح اكلمهم و انطلقت الى عملي يومها .. لما رجعت في هذا اليوم كان معايا كريستينا .. تصادف و انا با افتح الباب ان واحد منهم خرج من شقته ، نقل نظرته بيننا احنا الاتنين .. و دور وشه اللي ظهر عليه تكشيرة واضحة .. تكشيرة انسان شاف عدو قديم له مضطر انه يتعايش معاه في نفس الحي او المكان لسنين .. ما نفذتش وعدي يومها و لا اي يوم تاني بعدها . ده صاحب التكشيرة ، اما صاحب الأبتسامة فواحد تاني منهم .. اول مرة اشوف ابتسامته كانت تاني يوم ، اول مرة اشوفه اساسا كانت تاني يوم .. خرجت يومها من الشقة ، و برضه كانت معايا كريستينا ، قضينا الليلة و خرجنا سوا الصبح ، و انا با اقفل الشقة بالمفتاح كان هو جاي و بيفتح باب شقتهم .. جاي مش خارج في هذا الوقت المبكر صباحا ، و ده بدا ليا غريب جدا وقتها ، و حدث ما بدا لي اغرب و اغرب !! ما قالش سلام عليكم او اي تحية بالعربي او بالألماني .. كل اللي عمله انه بص لي و ابتسم ، ابتسامة محقق لمتهم وقع بالكلام اثناء التحقيق .. ابتسامة طبيب لمريض كدب كدبة واضحة حوالين سلوكياته الطبية .. ابتسامة من هذا النوع الواثق ، اللي بيبتسمها شخص واثق في وش شخص موضع اتهام ، على قد ما كرهت هذه الابتسامة على قد ما حاولت انساها .. و اخرج صاحبها من دماغي تماما ، الحقيقة كل الشقة المجاورة بكل سكانها حاولت و با احاول اخرجهم من دماغي تماما ، رغم الصوت اللي بيعلا في الفجر . انتبهت على رنة تليفوني .. بصيت على الشاشة لقيت وش كريستينا المبتسم ، كم احب هذه الابتسامة ، ارتسمت على وشي ابتسامة انا كمان و انا با اضغط قبول .. و با ابدا انا بتحية الصباح (( صباح النور )) ردت و صوتها فيه نغمة استبشار (( صوتك فايق و نشيط .. شكلك كده في الشغل )) اضافت بنفس النغمة (( طبعا في الشغل .. اومال ح اكون فين ؟؟ )) رديت و الابتسامة لسه على وشي (( كويس .. الحقيقة انا كنت قلقانة عليك .. شكلك كان تعبان امبارح في آخر السهرة .. لما قلت لي انك احتمال ما تروحش الشغل النهاردة قلت ان ده ممكن اللي حصل )) حسيت بالأبتسامة و هي بتختفي من وشي (( هو احنا اتقابلنا امبارح )) سؤال غبي جدا .. من الواضح طبعا اننا اتقابلنا امبارح ، و غلط اني اسأل السؤال ده ، ح يخليها تشك في قواي العقلية ، المفروض اني اجاريها في الكلام و ما احسسهاش بحاجة ، و بعدين احل بيني و بين نفسي المشكلة دي ، مشكلة وقوع حدث كامل لسه حاصل امبارح تماما من الذاكرة .. لكن لقيت نفسي با اسألها هذا السؤال الغبي ، لسبب بسيط اني عايز اعرف فعلا .. لأن الفضول المرعب ماليني فعلا . لكن الحمد لله ، سمعت صوتها بتضحك بدل ما تقلق او تسكت او ترد اي رد يضاعف الخوف اللي بدأ يستقر اكتر و اكتر مع كل دقيقة بتمر في اليوم اللي مش باين له آخر ده . (( طبعا .. اتقابلنا امبارح .. و كلنا بيتزا و شفنا فيلم كمان .. انا الحقيقة ما كنتش عايزاك تروح .. خصوصا بعد ما قلت لي على حكاية جيرانك و انك مش عارف تنام ، انا عموما قلت لك رأيي .. لازم تبلغوا البوليس ، ما فيش حل تاني )) آخر حاجة عايزها دلوقت هي اني اناقش اي شئ له علاقة بجيراني دول ، مش و انا با احاول انساهم و اخرجهم من دماغي با اي شكل .. مش و انا فجأة امام هذه الحقيقة ان مناطق بتضيع من ذاكرتي و انا ما خدتش اي شئ مؤثر .. لا كحول و لا مخدرات و لا اي شئ اطلاقا .. مش و مدخنة اثرية با اشوفها فجاة من شباكي لأول مرة بعد سكن سنين في نفس المكان ، مش و اراضي بتتحفر و اساسات بتترمي حوالين بيتي و انا مش حاسس و لا شايف ، لأول مرة من سنين .. حسيت اني عايز اقعد و انا واقف في عملي في استقبال الفندق . (( الو )) نبهني صوت كريستينا (( ايوة معاكي )) سمعت نفسي با اقول (( انت رحت فين )) سمعتها بتسأل و صوتها بدا يظهر فيه القلق ، لقيت نفسي با أفتعل ضحكة (( كنت با افكر في اللي انتي بتقوليه .. الحقيقة الافضل اني اخللي جيرانني هما اللي يقوموا بالمهمة دي ، ده اكيد ح يحصل قريب جدا لما صبرهم ينفذ )) حاولت اني احمل صوتي بالمرح و الانطلاق على قد ما أقدر ، كل اللي انا عايزه دلوقت ان المكالمة تنتهي با اسرع ما يمكن ، و انها تنتهي نهاية طبيعية من غير اي اسباب للقلق . بدل ما ده يحصل لقيتها بتقول : (( عملت ايه في الفاس )) و بعدين في المصايب اللي ورا بعضها على راي سعيد صالح في العيال كبرت (( فاس ايه )) المرة دي جه صوتها جد جدا .. و قلقان جدا .. ما فيش ضحك .. و لا مرح .. صوت ما فيهوش الا جدية و احساس ان فيه شئ مش طبيعي (( يوهانس .. فيه ايه ؟؟ انت شربت امبارح في مكان قبل ما تروح ؟؟ )) حقيقة انها نادت لي با أسمي الألماني من غير تدليل بتعني انها بدات تقترب من الغضب .. الشئ الايجابي انها بتسأل اذا ما كنت شربت في مكان .. كريستينا بتغير دائما من فكرة وجودي في بار لوحدي .. طبعا مع احتمالية وجود ستات لوحدهم .. معنى انها حاسة بالغيرة يبقى ما فيش خطر على العلاقة .. او على الاقل ده اللي طمنت بيه نفسي . (( كريستينا .. الاسبوع ده كان صعب في الفندق جدا .. و فيه مليون حاجة في بالي .. قصدك اي فاس بالظبط )) ما فيش اجابة .. لولا صوت زميلاتها في الشغل بيتكلموا جنبها كنت افتكرت انها قطعت الاتصال .. اخيرا قالت بعد تنهيدة تكاد تكون مش مسموعة : (( الفاس بتاع بابا اللي انت خدته من مخزن الادوات عندي )) صمت قصير تاني .. و بعدين كملت (( قلت لي ان ليك صاحب عايز يحفر في الباك يارد عنده علشان يثبت عمود لطبق الساتلايت .. و افتكرت الفاس بتاع بابا )) صفر .. الذاكرة صفر .. مش فاكر الموضوع نهائيا .. و لا حتى ظلال من الذاكرة .. كل قلقي و خوفي خرجته في ضحكة مصطنعة عالية (( ياه .. تخيلي نسيت الموضوع خالص .. يبدو انه ما كلمنيش فنسيت )) تنهيدة سريعة تانية .. بعدها قالت : (( كويس .. يا ريت ترجعه في اسرع الوقت .. لو بابا جه و مالقوش في المخزن ح يعمل لي مشكلة .. انت عارفه في المسائل دي )) (( طبعا .. طبعا )) لما افتكر الاول انا حطيته فين .. فكرت و لقيت نفسي با اضحك المرة دي بجد .. شئ ما خلاني اضحك ضحكة قصيرة ، يبدو ان كريستينا ما انتبهتش ليها .. لأني لقيتها بتنهي المكالمة لان جالها شغل .. اتفقنا نتكلم بالليل .. و انقطع الاتصال . حطيت التليفون في مكانه على الحاجز و شفت حد بيخرج من الفندق .. بيعدي من الباب الدوار .. مش ده الجار صاحب الابتسامة ؟؟ ايوة .. بالتاكيد هو .. لا .. لا .. مش ممكن يكون هو !! سمعت هيلين بتسألني على حاجة .. بصيت لها .. الكلام طالع من بقها با ألمانيتها الروسية اللي بقيت افهمها كويس جدا .. المشكلة اني في اللحظة دي مش قادر افهم من كلامها شئ .. يمكن لو ركزت ح اقدر افهم .. لكن منين اجيب ذرة تركيز ؟؟ (( معلش يا هيلين ..فيه حاجة لازم اجيبها من العربية .. ح ارجع بعد دقيقتين بالظبط )) حسيت بنظرتها في ضهري و انا با امد بمشيتي و اخرج من باب الفندق الدوار .. بصيت في الشارع يمين و شمال .. راح فين ؟؟ اختفى تماما .. يا ترى كان هو ؟؟ مش ممكن يكون هو !! و حتى لو هو .. ايه المشكلة ؟؟ ايه مبرر الخوف ؟؟ ايه مبرر القلق ؟؟ مشيت لغاية العربية .. بس علشان ادي لنفسي الوقت الكافي قبل ما ارجع للفندق .. و انا قدام العربية .. و انا با استعد للرجوع .. خطر في بالي لسبب ما اعرفوش اني افتح شنطة العربية .. حطيت المفتاح و فتحتها بالفعل .. فوق العجلة الاحتياطية بالظبط لقيته مستقر .. فاس حديدي كبير .. بمقبض خشبي قصير . --------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------- (3) ---------------------------------------------------- في مطعم ماكدونالز ، واقف منتظر دوري ، الطلب المعهود ، بمجرد ما بيجي دوري بتاخد مني الموظفة الفلوس و تديني الايصال من غير ما تسألني .. قهوة و تشييز برجر .. كل شئ معهود معروف .. و السنين بتتراكم با اطمئنان . با ابص على مدخل المطعم .. عدد من الاي باد متثبت على الترابيزات في المدخل .. بخدمة انترنت مجانية للزباين ، اتنين منهم فاضي .. اتمنى يفضل على الاقل واحد فاضي بعد استلامي للطلب ، و انا با ادور وشي تاني في اتجاه الموظفة و الطابور .. لفت نظري زبون بيدخل المطعم ، زبون عادي .. الا ان فيه شئ في وشه مش عادي !! با ابص له تاني .. با اركز اكتر في وشه لغاية ما بتفاجاني الابتسامة ، هو الجار صاحب الابتسامة ، بيدخل و على وشه نفس الابتسامه .. عيني بتلتقي بيعينه .. عينيننا بتثبت على بعض في نظرة ثابتة مؤكدة .. قبل ما تنزل عيني على ايده اللي بتتمد على قميصه و تفتحه .. تحت القميص حزام ناسف .. بترجع عيني لعينه تاني .. وشه ما بتفارقوش الابتسامة و هو بيضغط على الزرار .. و بيتحول المطعم و معاه الدنيا لأنفجار . ------------------------------------------------------------ --------------------------------------------------- (4) -------------------------------------------------------- صوت الصرخة مش لحد من الضحايا في المطعم ، دي صرختي انا شخصيا و انا با اصحى من النوم مقطوع النفس من الرعب ، مناطق بتروح من الذاكرة ، اشياء بتظهر و تختفي ، و دلوقت كوابيس ، كوابيس و ارهاب !! ده فعلا اللي كان ناقصني ، فين تراكم السنين المطمئن اللي كنت با اشتكي منه ، فين الملل ، فين الاحساس با ان كل شئ عادي و طبيعي ؟؟ كل ده بقى من الذاكرة .. ياريت كل ده يرجع و لو ليوم واحد .. يوم واحد افتكر طعم الاطمئنان كان ازاي !! مش ح اروح لدكاترة نفسيين . . اغبى فكرة جت على بالي و ما اعرفش جت على بالي ازاي اصلا !! الدكاترة النفسيين دول مجانيين كلهم و يجننوا بلد !! واصل حياتك زي ما تكون ، ايه يعني كوابيس ؟؟ كل الناس بتجي لها كوابيس !! كل الناس بتلاقي بقع دم في البانيو في حمامها ؟؟ بقعة دم برة البانيو .. لا .. بقعتين .. زي ما يكون دم ممسوح .. زي ما يكون كان دم اكتر و اتمسح و ده اللي فاضل منه ، الحمام زي ما يكون مغسول كله !! بصيت على جسمي .. بصيت في المراية .. ما فيش اي اثر لأي جروح او اصابات .. خرجت من الحمام و فتحت الدولاب .. فين الهدوم اللي كنت لابسها امبارح ؟؟ عدم وجود الهدوم يفترض انه يطمئنني و الا يقلقني ؟؟ يا ريت كنت اقدر اعرف . في الشغل كلمتني كريستينا عالمعتاد ، اتفقنا اني اروح لها بالليل ، و انا با احط التليفون مكانه لفت نظري ان الآب بتاع النووتس فيه رسالة .. فيه نوت بحاجة المفروض اني اعملها .. فتحت النوت لقيت كلمتين اتنين .. الفاس .. كيس الهدوم !! مش فاكر نهائيا اني كتبت النوت دي .. المفروض اني اتعود على وقوع مناطق من الذاكرة لغاية امتى ؟؟ و الفاس ده اكيد المقصود الفاس بتاع ابو كريستينا .. المفروض اني ارجعه .. طيب و ايه كيس الهدوم ؟؟ افتكرت الهدوم اللي مالقيتهاش في الدولاب ، عصرت مخي في محاولة اني الاقي رابط ما .. في محاولة لتذكر شئ ما . بالليل عند كريستينا كان لسه مخي بيفكر في الموضوع ، رغم الشموع و الجو الرومانسي ، انتبهت في الحقيقة للشموع و الضؤ الخافت و الموسيقى .. رجعت بذهني للمناسبات اللي ممكن اكون نسيتها ، عيد ميلادها ، ذكرى لقائنا ، سألتها في الآخر لما غلب حماري .. قالت انها عايزاني استرخي و احس بالراحة ، قالت انها حاسة اني مش سعيد و قلقان في الايام و الاسابيع الاخيرة و انها قلقانة عليا .. بغرابة شديدة حسيت بدموع بتتجمع في عيني ، حضنتها و قلت لها تطمئن .. سألتني اذا كان فيه مشكلة في الشغل ، قلت لها بالعكس .. كل حاجة ماشية في الشغل كويس .. قلت لها اني با احب شغلي جدا ، بيفكرني بالمطار ، قلت لها اني با احب المطارات جدا ، و با احب السفر جدا .. و فجأة لقيت الدموع بتنفجر من عيني .. وشها القلقان الحنون دفع الدموع اكتر و اكتر ، سألتني مالك .. قلت لها ما فيش .. بصيت حواليا للشموع و حجرة المعيشة الانيقة .. و قلت لها بس حاسس ان كل شئ جميل .. اجمل من انه يكون حقيقي .. كل شئ هادي و مريح جدا .. و انخرطت في بكاء عميق . -------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- (5) ---------------------------------------------------------- و بتتراكم الايام تراكمها القديم ، الاطمئنان القديم بيبدأ يعود ، عيادات الطب النفسي لا تقود الا الى الجنون ، واصل حياتك بثقة مهما واجهك ، و بالتدريج ح ينتهي الكابوس .. واقف ورا الحاجز في الفندق ، يوم عمل مرح ، وفد موسيقي من الدنمارك ، اعضائه مرحين و حبوبين ، ملوا الصباح بالمرح .. ابتسامة هيلين جميلة ، النهاردة فستانها اقصر من المعتاد فوق الركبة ، بدون جوارب سواداء يبقى معناه ان الصيف دخل او على الابواب ، حاولت اني امنع نفسي من النظر ، او على الاقل ما يبانش ليها اتجاه عيني ، رن التليفون ، بس ده مش وش كريستينا اللي مبتسم على الشاشة ، وش تاني مبتسم بس بالتاكيد مش لكريستينا .. ثانيتين و جمعت الصورة على هوية المتصل و حطيت التليفون على ودني بعد ما ضغطت قبول !! جاري في العمارة بيسألني على جيراننا العرب ، بقا لي مدة ما باأسمعش الاصوات لأي ادعية او صلوات على الفجر ، كنت فاكر اني نجحت تماما في اخراجهم من ذهني ، لا ابتسامات في الذاكرة و لا كوابيس و تفجيرات في الاحلام ، قلت له اني ماليش بيهم اي صلة ، و مش عارف هو منتظر مني اعرف عنهم ايه بالظبط !! لحظة صمت على الطرف التاني من الخط لقيته بعدها بيسألني با استغراب اذا ما كنتش شميت الريحة !! حسيت بشعور من الانزعاج و الخوف بيزحف جوايا كنت فاكر انه خلاص راح لحاله و ان الحياة بدات ترجع لطبيعتها من تاني ، سألته ريحة ايه اللي يقصدها ، قال لي ان العمارة كلها شمت الريحة و من الواضح انها خارجة من شقتهم .. ممكن يكونوا في اجازة او زيارة برة المدينة و ممكن يكونوا سابوا حاجة عفنت في الشقة او يكون عندهم حيوان نسيوه و حصل شئ مؤسف في غيابهم !! مش فاكر اني شفت مع حد فيهم كلب .. صعب اصلا ان الجيران دول بالذات يربوا قطة او كلب !! في النهاية قال لي انهم قرروا يبلغوا البوليس و حبوا انهم يحطني في الصورة .. شكرته و انقطع الاتصال . لحظة ما انقطع افتكرت فجأة اني حلمت بيهم امبارح بس .. ما كانش كابوس المرة دي ، اني با اخبط على الباب و واحد فيهم بيفتح لي زي ما يكون بيننا موعد .. زي ما نكون اصدقاء قدامي .. في شقتهم كان اللي فتح لي الباب و اتنين نايمين .. قلت له انا خايف لنزعجهم .. فقال لا ما فيش مشكلة او حاجة زي كده .. بقايا حلم .. بقايا ذاكرة . مرح اليوم انتهى طبعا ، و كأن الجيران دول مرتبطة سيرتهم بالقلق ، فكرت بالفعل ان كل حاجة كانت ماشية كويس لغاية ما ظهروا ، امتى بقى يعود الاطمئنان القديم ؟؟ مش النهاردة ده اكيد .. لما وصلت البيت لقيت عدد من سيارات الشرطة في المدخل .. باب شقة الجيران كان مفتوح و بيدخل و بيخرج منه نشاط بوليسي كثيف .. تقدم واحد من الشرطة مني و لقيته بيقول اسمي لما قلت له ان انا هو الشخص اللي ذكر اسمه طلب انهم يتكلموا معايا و قال ان المسالة مش ح تاخد وقت كتير .. قلت له يتفضل يتكلم .. فقال ان الأفضل ان الحديث يتم عندي في الشقة ، فتحت باب شقتي و دعيتهم للدخول .. كانوا اتنين فقط اللي دخلوا و من اللحظة الاولى لدخولهم رجع الاحساس بالانزعاج يزحف جوايا بقوة و حدة اكبر . واحد فيهم كان بيمشط شقتي بعينيه كانه بيبحث عن شئ ما او دليل ما !! فيه ايه بالظبط ؟؟ سألت الظابط هذا السؤال فقال لي ان جيراني .. عددهم ثلاثة .. من اصول شمال افريقية .. تم قتلهم جميعا با استخدام اله حادة .. فاس او معول .. قال ان الحادث حصل من حوالي اسبوع زي ما الشواهد بتقول و قال ان الشواهد بتقول ان الجاني دخل بشكل طبيعي و استغل انشغال احدهم في المطبخ و هاجمه من الخلف قبل ما يتوجه للاتنين التانيين اللي كانوا نايمين و يهاجمهم على التوالي !! فكرت فورا في الجار صاحب الابتسامة .. ايه اللي خلاني افتكر الكابوس ؟؟ حسيت با انزعاج بيتصاعد جواي زي بركان .. هجمة اكتئابية حادة . كانت عين واحد من الظابطين مش مفارقة وشي بينما التاني بيجول بعينه في اركان شقتي كلها .. نظراتهم هما الاتنين ما ريحتنيش .. قلت لهم ان ما كانش ليا بيهم اي صلة و ما عنديش اي فكرة عن ايه اللي ممكن يكون السبب في هذه الماساة .. طلب مني لو افترت حاجة اني ابلغهم و قال لي انهم لقوا بصمات بالفعل و ان اللي عمل كده سيقع في ايدهم في خلال ساعات .. ما عجبتنيش نظرته خالص و هو بيقول كده لسبب ما فهمتوش و ما قدرتش احدده . بعد خروجهم اتصلت بكرستينا .. قلت لها اني عايز آجي ابات عندها الليلة .. ما قلتلهاش حاجة .. غير اني متضايق شوية ، قالت لي مستنياك .. و قبل ما اقفل قالت لي استنى .. توقعت انها تغير رايها و ده ملاني بالضيق .. لكن لقيتها بتقول ارجوك ما تنساش الفاس المرة دي .. مش للمرة المليون .. تنفست با ارتياح و قلت لها حاضر . افضل شئ ان اطلع الفاس قبل ما اتحرك و احطه على الكرسي اللي جنب كرسي السواق علشان ما انساهوش !! فكرت اني محتاج اغير العربية .. محتاج اي تغير في حياتي يبعث على الامل .. فتحت باب شنطة العربية .. لقيت صرخة مكتومة بتخرج مني زي ما يكون معاها بتتقطع ضلوعي .. فوق العجلة الاحتياطية بالظبط لقيته مستقر .. فاس حديدي كبير .. بمقبض خشبي قصير . غرقان بالدم .. و جنبه كيس بلاستيك زي ما يكون كيس هدوم .. برضه غرقان بالدم .


الجزء الثاني : خاتم الماظ .


__________________________________________________________________________________________________________________________________- دياب ______________________________________________________________________________________________________________________________________________ الغياب عن الشغل النهاردة انتحار .. مهما كان اللي حصل امبارح .. معنى اني ما اروحش الشغل النهاردة ان ليا علاقة بيه .. لازم اروح .. و لازم اتصرف عادي جدا .. و هوه ايه اللي حصل امبارح ؟؟ ممكن جدا ما يكونش حصل اي حاجة .. لكن البلاك اوت هوه اللي قالقني .. اللي فاكره كويس جدا طبعا هو هيلين .. انتظرت هيلين في عربيتي زي ما اتفقنا بعد ما خلصنا شغل .. قعدنا شوية في العربية نتكلم و نفكر ح نروح فين .. و بعدين رحنا المول اللي جنب البحيرة .. كانت عايزة تشتري بطاريات لماكينة من الماكينات النسائية دي .. و بعد كده رحنا البحيرة .. .. مكان مهجور فيها مستخبي بين الاشجار المحيطة .. العلاقات بين اللي شغالين في الفندق ممنوعة طبقا لسياسة الادارة .. و كمان صاحبها المافياجي الروسي اللي هي بتسحب منه فلوس و هدايا عالواسع .. كل ده مخلينا حذرين جدا في اننا نخبي علاقتنا .. و فاكر طبعا الخاتم .. خاتم الماظ تمنه غالي جدا .. مش اقل من خمسة و عشرين الف يورو ... آخر هدية من هدايا المافياجي المغفل و بدانا نشرب فودكا بعصير الجريب فروت .. نشرب و ننام مع بعض على المرتبة النايلون .. و ننزل المية و نرجع نشرب تاني .. و ننام مع بعض تاني .. كام مرة .. مش فاكر .. مش فاكر اي حاجة بعد كده .. غير اني في البيت .. با اصحى من النوم بدري بشوية عن معاد صحياني المعتاد للمرواح للشغل .. ايه اللي حصل ؟؟ ممكن جدا ما يكونش حصل اي حاجة .. و ممكن تكون مصيبة حصلت .. في كل الاحوال ما ينفعش اغيب عن الشغل .. لازم اروح و اتصرف عادي جدا .. و ممكن جدا اروح الاقي هيلين في مكانها ورا الكاونتر في الفندق عادي جدا جدا ... يا سلااام .. قد ايه ح افرح لو لقيتها .. بس مش عارف ليه حاسس ان ده مستحيل .. حاجة جوايا بتقول لي ان فيه مصيبة حصلت امبارح . حسيت اني احسن كثير بعد الدش .. حلقت دقني و نزلت .. ركبت العربية و اتحركت للشغل .. كل حاجة عادية في الطريق بتخليني اطمئن اكثر .. ان شاء الله ح الاقي هيلين في مكانها المعتاد معايا ورا الكاونتر في استقبال الفندق .. ح نبتسم لبعض ابتسامة بتفكر كل واحد فينا باللي حصل امبارح .. و ح يبتدي اليوم عادي جدا . .. لكن برضه كل ما افتكر الخاتم قلبي ينقبض .. احسن حاجة ابعد الخاتم و شكل الخاتم عن تفكيري خالص اول ما دخلت من باب الفندق اتبخرت كل احلامي في ان اليوم يبقى يوم عادي .. اتأكدت ان فيه مصيبة حصلت .. معقول .. و بعد ما عدت سنين على المصيبة بتاعة الجيران و الفاس اللي غرقان بالدم .. بعد ما هديت و اتطمنت .. ارجع الاقي نفسي في دوامة العذاب دي من تاني .. اربع رجال شرطة بلبسهم الميري .. و معاهم واحد لابس بدلة غامقة و زحمة من الموظفين قدام الكاونتر .. اكيد ح يسألوني عن هيلين .. اكيد ما رجعتش بيتها امبارح .. و اهلها بلغوا .. احسن حاجة اني اقول اني سلمت عليها عادي بعد ما خلصنا شغل .. و اتمنيت لها ليلة سعيدة و مشيت و كل حاجة كانت عادية و ما اعرفش عنها اي حاجة __________________________________________________________________________________________________________________________-- رمزي _________________________________________________________________________________________________________-_____________________ الغبي ح يودينا في داهية .. كالعادة و لا دريان بوجودي .. و لا فاكر اي حاجة من اللي إحنا عملناها .. و عايز يقولهم انه سلم و قال لها تصبحي على خير و روح .. يبقى ضمننا المؤبد ... و الكاميرات يا غبي .. فيه كاميرات حوالين المكان و في موقف انتظار العربيات .. اكيد واحدة من الكاميرات لقطت البنت و هي بتركب معاه و طبعا بالاقمار الصناعية ممكن يتابعوا العربية و يتابعوا مسارها لغاية ما دخلت المول .. علشان كده كانت فكرة عبقرية اني ازن على دماغه انه يطلع بالعربية على المول ... أولا يفكرها بالبطاريات اللي كانت قالت انها عايزة تشتريها من كام يوم .. انه يقولها ان احسن حاجة نفترق في المول و نرجع نتقابل في مكاننا المعتاد عالبحيرة .. علشان لو حد شافنا ممكن يبلغ صاحبها الروسي .. و ما فيش داعي للمشاكل .. من ساعة ما شفت الخاتم في ايديها و الخطة ارتسمت في عقلي في ثواني .. كده اي كاميرات ح تتابعها ح تلاقيها بتسيب المول لوحدها .. و الغبي ده بيسيب المول لوحده و بيرجع تاني ياخد عربيته بعدها بكام ساعة .. عايز يسيب خاتم زي ده و يفرح بس بجسم بنت روسية كام مرة و يفضل يعيش بمرتب موظف استقبال .... لازم افضل معاه في كل سؤال .. اي غلطة منه ح تدبسني معاه في السجن يا عالم كام سنة .. و ممكن على طول ... المرة دي ح تبقى اصعب من المرة اللي فاتت .. دي بنت .. مش ثلاثة ارهابيين .. و بضربة حظ ممكن نطلع من الخاتم ده با اكثر من العشر تلاث يورو اللي طلعنا بيهم ساعتها .. المهم افضل معاه في كل سؤال و كل جواب .. و زي ما طلعته من الاولانية ح اطلعه من دي زي الشعرة من العجين .. يا غبي .. لولاي كان زمانك لسه راكب العربية الكحيانة القديمة و فرحان لي قوي انك مصاحب كريستينا ... بسببي ركبت مرسيدس و قدرت تصاحب بنت زي ما تكون موديل من الموديلز الروس .. يا اللا .. الله يرحمها بقا .. ركز معايا و ما تضعيناش ... اكيد اسئلة المحقق مش ح تخرج عن تلات اسئلة .. امتى آخر مرة شفت فيها هيلين ؟؟ .. تعرف هي فين دلوقت ؟؟ فيه اي حاجة تعرفها ممكن تساعدنا في التحقيق ؟؟ ________________________________________________________________________________________________________ دياب _______________________________________________________________________________________________________ فهمت من مدير الفندق و من البوليس ان هيلين مختفية من امبارح .. اهلها بلغوا انها ما رجعتش البيت و مش بترد على تليفونها ... حاجة جوايا بتقول لي ان غلط جدا اني انكر اني خدتها معايا في عربيتي .. ممكن جدا يكون حد شافنا .. لازم اقول الللي حصل بالظبط لغاية ما سبتها أول مرة في المول .. لغاية ما افتكر انا نفسي ايه اللي حصل .. مش لازم اي حد يعرف اننا اتقابلنا تاني على البحيرة .. سألني الراجل اللي لابس بدلة غامقة .. واضح ان ده اللي بيدير التحقيق .. شاب في اوائل الثلاثينات .. سألني آخر مرة شفت فيها هيلين كانت امتى ؟ قلت له ان احنا مشينا مع بعض من الشغل امبارح .. و انها جت معايا في عربيتي .. لمعت عينه با اهتمام كبير .. و في لحظة لقيت اتنين من اللي لابسين ميري كانوا بيتكلموا مع بعض .. لقيتهم سكتوا و بصوا لي الاتنين و هو طبعا معاهم بصوا لي با اهتمام واضح .. قلت لهم ان احنا بنشتغل مع بعض انا و هيلين ورا الريسبشن .. و انها كانت مرة قالت لي انها عايزة تشتري بطاريات من محل مخصوص في مول من المولات .. امبارح قلت لها اني رايح المول ده علشان اشتري جهاز دي في دي و بلو راي جديد لأن اللي عندي باظ .. قالت لي لو ممكن تروح معايا .. وافقت طبعا .. رحنا مع بعض .. اتمشيت معاها شوية في المول و بعدين افترقنا .. سالني ما تعرفش راحت فين ... .. قلت له ما عنديش فكرة .. انا تصورت انها ح تشتري اللي هيا عايزاه و بعدين تروح .. انا قلت لها اني ح افضل شوية في المنطقة لأني احتمال اقابل صديق و ح اسيب العربية في موقف المول .. سألني هل عندك اي فكرة او تصور هي ممكن تكون راحت فين او مختفية دلوقت فين .. هزيت راسي بالنفي .. ما عنديش اي فكرة .. سالني اذا كنت لاحظت عليها اي حاجة .. او لفت نظرك اي شيئ او اي ملاحظة .. او فيه اي معلومة ممكن تفيدنا نعرف هي فين .. هزيت راسي مرة تانية بالنفي .. قاللي معلش فكر تاني .. ممكن حاجة ما تكونش مهمة بالنسبة لك .. لكن ممكن تفيدنا .. فكر في اي ملحوظة او اي شيئ لفت نظرك .. او اي حاجة هي قالتها في لحظة رهيبة مجنونة اوشكت اني اقول لهم على موضوع الخاتم الالماظ .. اني شفت في ايديها خاتم و قلت لها الخاتم ده جميل .. فقالت لي ان صاحبها الروسي الغني جابه لها هدية .. مسكت نفسي على آخر ثانية .. و بعد ما ظهر على وشي علامات التفكير و التذكر .. قلت له .. آسف .. مش قادر افتكر اي حاجة غير عادية هز راسه و قال لي بالشكل ده فا انت دلوقت تقريبا آخر شخص شافها .. معلش ممكن نحتاجك تاني .. ح نبعت لك لو احتجنا لك .. و لو افتكرت اي حاجة .. اي حاجة على الاطلاق اتصل بيا فورا .. خدت منه الكارت اللي فيه الرقم .. و اتمنيت لهم التوفيق . ____________________________________________________________________________________________________ رمزي ________________________________________________________________________________________________ ساعات با افكر اني اسيطر انا .. اقضي على دياب تماما .. امد ايدي و امسحه من الوجود .. المشكلة انه هو يقدر يصبر على ثمان ساعات شغل في اليوم .. انا ما اقدرش .. هو يقدر يشتغل و يعمل مشاوير مملة و يتعايش مع طلب لقمة العيش و كل ملل الحياة .. انا ما اقدرش على كل ده .. انا اتخلقت علشان استمتع بالوجود و اعيش الحياة الجديرة بعبقري .. خللي دياب يشيل الملل .. بس لو اقدر اخليه يوعى بوجودي .. من غير ما يتجنن او يكتئب .. ان احنا نكون فريق مع بعض .. للأسف مش باين ان ده ممكن .. بالعكس .. ده بيهرب من فكرة اني موجود .. و بتجيب له اكتئاب و توتر .. هو اكيد دلوقت عارف اني موجود .. بس بيتعامل مع الموضوع انه مشكلة .. لازم افضل معاه و مخللي بالي منه .. و الا ح يدبسني معاه بغباؤه في الحبس .. المرة الاولانية هو لسه فاكر ان الحظ خدمه .. صرف العشر تلاف يورو .. اشترى المرسيدس و جدد بيته و ملابسه .. بقا معاه فائض يسمح انه يعزم بنت زي هيلين في حتت غالية .. استمتع بكل ده .. استمتعنا احنا الاتنين بكل ده .. لكن هل هو اللي شاف رزمة الفلوس لأول مرة في شقة الثلاثة الارهابيين المجانين .. لأ طبعا .. انا اللي شفت رزمة الفلوس .. طالعة بتطل من الشنطة و قدرت ان فيه غيرها .. هو كان رايح يطلب منهم يوطوا صوتهم و هما بيصلو كل يوم الفجر .. انا اللي نفذت و خططت .. انا اللي داريت كل الاثار و البصمات و الدي ان ايه با احتراف .. و انا اللي بعبقرية عبرت على الاسئلة في التحقيقات .. هو كل اللي حسه صوت جواه بيقول له رد قول كذا .. و ضربة المعلم كانت المواد اللي ممكن يتصنع منها متفجرات .. انها تستخبى في مكان محتاج تدوير .. ان البوليس يلاقيها في الشقة بصعوبة .. مش قدامهم زي ما يكون حد زارعها بالقصد .. و طبعا التحقيقات كان لازم توصل ان دول ناس على صلة بمجموعات ارهابية .. و اكيد مشي التحقيق في الاتجاه ده بعيد عننا تماما ... و في اللحظة اللي حسيت فيها ان خلاص .. الموضوع عدا .. كل اللي حسه دياب هو صوت جواه بيقول له يدور في المكان اللي انا خبيت فيه الفلوس .. .. طبعا اتوتر و تعبت اعصابه لما لقاهم .. و المرعب بجد لما فكر انه يبلغ .. انه يروح يقول لهم انا لقيت فلوس ما اعرفش وصلت لي منين .. و قبلها لقيت فاس في شنطة عربيتي مليان دم ما اعرفش دم مين .. شوية و كله عدا .. ملمس الفلوس الدافي .. و اللي ممكن يعمله بعشرة تلاف يورو .. المرة دي برضه مش ح يطلع الخاتم اللا بعد ما كل القلق ده يخلص .. ساعتها يتباع ازاي و يجيب كام .. كل دي اسئلة وقتها ح يجي .. المهم حاليا نعدي التحقيقات .. فيه كارت صاحبها المافياجي الروسي العبيط .. ممكن الكارت ده يتعلب صح .. و كل التحقيقات تتجه في الاتجاه ده .. بس المهم يتلعب صح .. و بحرفنة .. مش زي ما الغبي كان ح يقول من اول مرة عالخاتم و انها قالت له انه هدية .. لحقته على آخر لحظة .. و مسكت له لسانه .. انت فاكر نفسك ح تتساير مع الشرطة و تحكي حواديت .. كل حاجة بتقولها بيحللوها تحت الف ميكرسكوب .. و كل حرف ح يتقال في وقته بالظبط ... و ردا على السؤال الصح بالظبط .. و انا قدها .. المهم المغفل التاني دياب ما يرتكبش اي غلطة او لسانه يفلت يا اي كلمة غلط _______________________________________________________________________________________________________________- دياب __________________________________________________________________________________-___________ ممكن اكون فعلا قتلت هيلين ؟ ليه ؟ علشان الخاتم .. السؤال مرعب .. مجرد اني با اطرح السؤال ده على نفسي ... الحكاية كلها عاملة زي ما اكون عايش في فيلم رعب .. طيب و هو فين الخاتم ؟ يا ترى ح الاقيه بعدين زي ما لقيت الفلوس قبل كده !! مهما يكون الاستنكار للسؤال .. و كراهية نفسي اني ممكن اكون متورط في حاجة زي دي .. و كل الاكتئاب و التوتر .. كل ده ما يلغيش حقيقة اني لقيت عشرة تلات يورو قبل كده .. و لقيتهم بعد ظروف كلها بتؤكد اني ارتكبت جريمة من غير ما اكون واعي .. الفاس اللي غرقان بالدم اللي لقيته في شنطة العربية .. .. انا اللي غسلته و انا اللي غسلت الاثار كلها .. انا اللي جاوبت على اسئلة المحققين و ابعدت تماما الشكوك عن نفسي .. و انا اللي لقيت الفلوس بعد كده .. انا اللي دورت على افضل عروض في المانيا كلها لشراء سيارة مرسيدس جديدة بالتقسيط .. انا اللي دفعت سبع الاف يورو مقدم و خرجت بمرسيدس عالزيرو من المعرض .. انا اللي اتمتعت باللي فضل من الفلوس و لقيت فجأة ثقة و قوة جواي اني ابتدي اعاكس هيلين .. فكرة كانت في بالي من ساعة ما اشتتغلنا من اول يوم مع بعض في الريسيبشن .. انا اللي كان لازم اروح للبوليس احكي لهم كل حاجة .. ما فيش حاجة اسمها بدون وعي .. لو مريض .. يبقى اخللي السلطات هي اللي تحدد ده .. لو كنت عملت كده كان زمان هيلين لسه عايشة دلوقت .. بس انا .. انا كان زماني فين .. في السجن .. او اسؤ .. مصحة نفسية للمجرمين غالبا مش ح اخرج منها تاني للابد .. طيب و اللي انا فيه ده ايه ؟؟ هو فيه عذاب اكثر من اللي انا فيه دلوقت .... ممكن اخلص من كل ده .. احكي لهم على كل شيئ و ارتاح .... كل ما اوصل للقناعة دي .. كل ما ابتدي اقرر ان ده هو فعلا الشيئ الصح اللي لازم يتعمل .. الاقي صوت جوايا بيقول لي اني ممكن اعدي الموضوع .. زي المرة اللي فاتت .. مهما كان فيه شكوك ضدي .. البوليس في المانيا لا بيضرب و لا بيعلق و لا بيكهرب .. ح اقدر اهزمهم في التحقيقات و اخرج منها .. و بعد كده اكيد ح الاقي الخاتم .. اكيد مخبيه في مكان و ح افتكر المكان و ح يبقي في ايدي مش اقل المرة دي من خمستاشر الف يورو .. الخاتم تمنه ما يقلش عن خمسة و عشرين الف يورو .. و في الظروف دي لو طلعت حتى منه بعشرة الاف يبقى كويس قوي .. انا بقا لي سنين طويلة في البلد و اعرف بحكم شغلي ناس و معارف .. اعرف اللي ممكن يشتري خاتم مبلول ... عشرة تلاف يورو يعني لبس اشيك و اجازات اسعد و بنات اجمل ... معقول اكون با افكر بالشكل ده ؟؟ و ازاي ح اقدر اعبر التحقيقات و الاسئلة لما يبعتوا لي .. ازاي ح اقدر اجاوب و ارد و انا اعصابي متحطمة بالشكل ده ... ازاي قدرت المرة اللي فاتت ؟؟ مش فاكر ... بجد مش فاكر .. اول ما كنت با الاقي نفسي في قسم الشرطة و قدام المحققين .. كان بينزل عليا فجاة ثقة و هدوء .. و با احس اني با ارد صح .. و بثبات .. زي ما يكون فيه صوت جواي بيقول لي ارد اقول ايه .. .. كل ما احاول افتكر بالتحديد الاسئلة و كنت با ارد اقول ايه .. الاقي الذاكرة بتغيب و الاقي سحابة ضباب في ذهني حوالين الموضوع كله .. كل اللي فاكره اني كنت با ارد صح .. و بثقة .. و في الاخر ما قدروش يمسكوا عليا حاجة .... و رمزي .. مين رمزي ؟؟ من ساعة المرة الاولانية و مصيبة الفاس و الجيران المقتولين و الاسم ده با الاقيه بيحضر في ذهني فجأة .. .. دايما و من غير مناسبة .. و خصوصا في اوقات التوتر و القلق .. الاقي زي صوت في نافوخي بيقول : رمزي .... مين رمزي ده ؟؟ لا في مصر كان ليا صاحب اسمه رمزي .. و لا هنا في المانيا .. و لا في حياتي كلها اعرف حد اسمه رمزي ________________________________________________________________________________________________________________-. رمزي __________________________________________________________________________________________________________ ________________________________________________________________________________________________________________________ لما بتبتدي التحقيقات انا اللي با اسوق .. انا اللي با اسيطر .. انا اللي با امسك الدركسيون .. دياب بيبقى قدامهم بجسمه و اسمه بس .. لكن كل حرف بينطقه .. كل حركة من ايده .. كل ايمائة او رد فعل بالجسم او بالنطق .. انا اللي با احددها .. المشكلة ان المرة دي دياب في حالة اصعب بكثير من المرة اللي فاتت .. با احاول اخليه يوعى اني موجود .. و انه يتعايش مع وجودي و يسيبني اسوق انا في الاوقات الحرجة .. لكن المشكلة ان محاولاتي بتخليه يتوتر اكثر .. و اعصابه تفلت اكثر .. بيحس انه ح يتجنن .. مع ان الغبي لو وعى بوجودي و فكر اننا مع بعض ممكن نكون فريق ناجح جدا .. اعصابه ح ترتاح و ح يبطل الافكار المجنونة بجد اللي بتجي له دي .. انه يبلغ و انه يتكلم .. عايزنا نتحبس مدى الحياة يا غبي ؟؟ ليه ؟؟ و احنا ممكن نتمتع و نعيش في بلد البوليس فيها اسذج من السذاجة نفسها ... لازم آخد بالي اني ما اضغطش على اعصابه بفكرة اني موجود للحد اللي ممكن فيه كل حاجة تفلت و ما ابقاش قادر اسيطر عليه .. الدعوة اللي جت دي للحضور لقسم البوليس اكبر دليل على سذاجة الشرطة الالمانية .. واحد شرطي جاء لدياب و هو شغال ورا الريسبشن في يوم عمل ممل مع البديل اللي جابوها لهيلين .. بنت المانية تخينة .. لا يمكن لا انا و لا دياب نفكر فيها .. جه الشرطي ده و بلغه ان ياريت يجيي لمركز الشرطة بعد ما يخلص شغل و يسأل عن الظابط الفلاني .. الساذج في الموضوع ان من غير ما دياب يسأله عن السبب و لا اي جاجة .. الشرطي نفسه اللي تبرع انه يقول له ان الموضوع بخصوص مخالفة مرور حصلت قدام الفندق .. عربيتين خبطوا في بعض .. و انه ممكن يكون شاف حاجة من مكانه ورا الريسبشن .. كلام فارغ طبعا .. حتى دياب الغبي ادرك طبعا ان الموضوع بخصوص هيلين .. و اتوتر و اعصابه باظت .. حقيقة انهم عايزينه يروح المركز و هو مطمئن تماما ان الموضوع مالوش دعوة بهيلين .. ده معناه انه هو حاليا مشتبه فيه ... القصة كلها علشان يتفاجيئ هناك ان الموضوع بخصوصها و يتربك و يقدرو ا يوقعوه .. اقدم تريكاية في الكتاب .. معنى كده ان ما فيش اي حاجة ضده .. دي حاجة تطمن مش تخوف .. بس دياب انسان غبي و جبان .. روتين الشغل و الصحيان الصبح و الجري عالشغل في المعاد مخللي قلبه ضعيف .. علشان كده لازم اسوق انا بالكامل .. من اول ما يركن عربيته قدام مركز الشرطة .. انا اللي ح اكون في السيطرة .. انا اللي ح اكون سايق و رابط على دياب الحزام _____________________________________________________________________________________________- دياب ____________________________________________________________________________-____________ يعني ايه مخالفة مرور ؟؟ و اشمعنى دلوقت ؟؟ و ايه اللي ممكن اكون شفته من الريسبشن ؟؟ القصة كلها مش مريحة .. اكيد عايزيني علشان هيلين .. اكيد شاكين فيا .. لو كان قاللي على طول اننا عايزين نسألك اسئلة اكثر بخصوص هيلين .. ما كنتش ح ابقى قلقان كده .. اللف و الدوران ده معناه انهم بيطبخوا لي حاجة ... و ليه ده كله .. ما اريح نفسي بقى من العذاب ده و اقول لهم على كل حاجة و يحصل اللي يحصل ..... كل ما الاقي ذهني بيروح الناحية دي .. الاقي صوت بيصرخ جوايا : رمزي .. رمزي ... انا اكيد اتجننت رسمي .. انا في مواجهة الجنون وجها لوجه .. و عمري ما تصورت في حياتي .. و لا في اصعب الكوابيس .. ان الجنون مرعب بهذا الشكل .. عذاب بهذا الشكل ... وصلت بالعربية قدام المركز .. اول ما وقفت بالعربية .. خلعت الحزام و نزلت .. حسيت بهدؤ بينزل عليا فجأة .. فجأة بقت خطواطي متزنة اكثر .. و الرعشة اللي في ايدي راحت .. شعور بالثقة شبه قوي الشعور بالثقة اللي كان بيجي لي و انا برضه رايح للتحقيقات ايام الجيران المقتولين .. حاسس اني ح اقدر اعدي المرة دي كمان زي ما عديت من الاولانية .. شعور بالثبات و الثقة مع كل خطوة با اقرب فيها من المركز .. و معاه شعور تاني .. شعور غريب عمري ما كنت اتصور انه يجي لي في ظروف زي دي .. شعور باللذة .. شعور بالاثارة ... دخلت المركز .. .. سألت في الانتر كوم برة على اسم الظابط .. سمعت البززز الالكتروني و اتفتح الباب اتوماتيك قدامي .. قابلني شرطي لابس ميري با ابتسامة عريضة و ايده ممدودة بالسلام .. مديت ايدي سلمت عليه و ابتسامة بسيطة على وشي انا كمان .. خدني لأوضة لقيت فيها ترابيزة صغيرة ما عليهاش اي شيئ ... قالي اتفضل اقعد .. و بعدين سالني و هو ماشي اذا كنت احب اشرب اي حاجة .. قلت له لأ شكرا .. ... ابتسم تاني و مشي .. اسم الظابط اللي انا سألت عليه و اللي جاي الاستدعاء با اسمه مش هو الاسم اللي في الكارت اللي اعطاه ليا اول ظابط سألني في الاوتيل في اول يوم .. .. انا متاكد ان لما الباب يتفتح ح يدخل الظابط اللي سألني اول يوم في الاوتيل و اعطاني الكارت .. .. المفروض يعني اني ارتبك .. على اساس اني منتظر ظابط تاني ح يتكلم معايا في مخالفة مرور مش في موضوع هيلين .. حيلة عبيطة ما تدخلش على عيل صغير .. كل لحظة بتعدي ثقتي و هدوئي بيزدادوا اكثر و اكثر .. .. الباب اتفتح .. دخل الظابط المحقق ... يا نهار أسود .. .. ده مش الظابط اللي سالني اول مرة في الفندق .. ده الظابط اللي كان بيحقق زمان في قضية الجيران اللي اتقتلوا ______________________________________________________________________________________________. رمزي ___________________________________________________________________________________ ا نا با اقدر اللعبة الحلوة .. بجد حركة صايعة .. اللي دخل مش هو الظابط اللي سأل اول مرة في الاوتيل و لا الظابط اللي جه با اسمه الاستدعاء .. ده الظابط القديم بتاع تحقيقات قتل الجيران .. و ده دليل ان اللعب ح يحلو .. و الماتش ح يبقى مثير اكثر .. طبعا الغبي دياب باظ تماما اول ما شافه .. لغاية اللحظة اللي دخل فيها .. كان دياب واعي معايا للمشهد و اللي بيحصل .. و كان حتى بدا يستمتع معايا بالموضوع كله .. لما دخل الظابط القديم .. زي ما يكون حصل له انهيار عصبي .. اضطريت اني امد ايدي و ابعده عن المشهد بالكامل .. تماما زي في اللحظات اللي فيها الشغل اللي بجد .. اللحظات اللي بتطلب شجاعة و قلب جامد بجد .. لما يفوق دياب ح يلاقي نفسه في البيت و مش فاكر اي حاجة حصلت و لا فاكر هو خرج من قسم البوليس ازاي .. زي ما كان بيحصل بعد كل قتل ... ايوة ح يخرج من قسم البوليس .. ح نخرج من قسم البوليس .. بعد كده ح افكر اذا كنت ح اخللي دياب يعيش تاني و الا ح امسحه من الوجود بالكامل .. بدات احس انه بقا خطر عليا بجبنه الزيادة .. و برضه ما اقدرش انكر اني لسه محتاج له .. لغاية ما ابقى مليونير مش محتاج شقا علشان العيشة ح افضل محتاج له .. كل ده نفكر فيه بعدين .. المهم دلوقت نعدي الماتش ده ... اللي شكله المرة دي ح يبقى ماتش صعب .. رغم كل الاعصار و الانهيار اللي حصل لدياب لما شاف الظابط .. قدرت اسيطر على الموقف تماما .. كل اللي ظهر على وشه هو تعبير غريب .. تعبير زي ما يكون واحد بيفتكر واحد .. كل الازمة اللي حصلت لدياب خدتها انا و ترجمتها لتعبير على الوش شبه قول تعبير واحد عايز يفتكر حد .. و ده طبعا كان هايل .. انت عايز تربكني بظهورك و انا مش فاكر انت مين اصلا .. لما اتكلم قال لي مش فاكرني و الا ايه ؟؟ انسان مذنب ح يظهر على وشه تعبير ردا على السؤال ده .. تعبير تودد .. تعبير معاه ابتسامة .. ان ايوة طبعا فاكرك ... لكن انسان بريئ تماما .. ح يظهر على وشه تعبير ضيق و غضب .. ايوة فاكرك طبعا .. .. انت كل شوية ح تعطلني و تضيع وقتي .. الجملة الاولى : ايوة فاكرك طبعا .. الجملة دي قالها لساني ... اما الجملة التاني .. انت كل شوية ح تعطلني و تضيع وقتي .. فقالتها تعبيرات وشي .. الماتش بدأ .. و اللعب ح يحلو ____________________________________________________________________________________________________- دياب _____________________________________________________________________________________________ ساعة الكوميدينو اللي جنب السرير بتقول خمسة و نص .. ساعة بدري عن معاد صحياني المعتاد علشان اجهز و اروح الشغل .. انا نمت امتى ؟؟ و وصلت البيت ازاي ؟ رغم مصيبة البلاك اوت اللي عمال يتكرر .. لكن أول مرة .. يبقى فيه لما اصحى من بلاك اوت شوية ارتياح .. آخر حاجة فاكرها اني كنت في قسم البوليس .. و دخل الظابط اللي كان مسؤول عن التحقيقات ايام جيراني اللي اتقتلوا .. جيراني اللي انا قتلتهم .. بمعنى اصح .. لازم ابتدي بقا اتعايش مع الواقع علشان اقدر اواجه المصايب اللي عمالة تحصل .. لكن اتعايش مع الواقع ازاي ... اذا كان يوم كامل ممكن يقع من الذاكرة بالشكل ده ؟؟ فيه ارتياح طبعا اني خرجت من قسم البوليس .. اني في البيت .. مش في السجن .. او في مستشفى المجاذيب .. لكن خرجت ازاي ؟؟ سألوني في ايه بالظبط ؟؟ اذا قدرت ابرأ نفسي و يمسكوش عليا اي كلمة او اي حاجة .. و ابرا نفسي من اي مصيبة فيهم ؟؟ مصيبة الجيران و الا هيلين ؟؟ و ازاي ممكن آخد دش و اعمل قهوة و البس و انزل الشغل عادي و لا كأن فيه حاجة ؟؟ انا رديت قلت ايه بالظبط ؟؟ و هما ماسكين عليا ايه او مش ماسكين عليا ايه ؟؟ و اذا استدعوني تاني للتحقيق .. ازاي ح اقدر اجاوب من غير ما اقول حاجة مختلفة عن اللي انا قلتها في التحقيق ده اللي انا مش فاكر منه اي حاجة غير دخلة الظابط ... اي حاجة ح اقولها مختلفة ح تتحسب عليا كدبة .. و ح تخليهم يبنوا ضدي قضية ... بس لو اقدر افتكر .. لو اقدر افتكر ممكن ارتاح شوية . مستحيل ح افتكر حاجة مهما عصرت مخي ... كنت قدرت افتكر انا عملت ايه مع هيلين و قبلها مع الجيران الثلاثة !! ما فيش فايدة .. لازم ابتدي البس و اجهز لليوم و اروح الشغل .. و امشي بالاوتو بايلوت لغاية ما اشوف ايه اللي ح يحصل .. فكرة جديدة عمالة تلح على بالي .. اذا كنت مش قادر اعترف بكل اللي اعرفه و اتحمل الحبس او المصحة .. يبقى ما فيش حل الا الانتحار ... ما فيش غير الانتحار اللي ممكن ينقذني من كل ده .... طوفان من الافكار و دوامة من التفكير ما فقتش منها الا و انا با اركن العربية في الموقف قدام الفندق .. بصيت لنفسي في مراية العربية .. دقني محلوقة .. لبسي تمام .. ما فيش اي حاجة في مظهري توحي بالزلزال اللي جوايا .. و ح انزل و ح اشتغل .. بمجرد ما با اقف ورا الكاونتر في الريسبشن .. كل حاجة بتمشي زي ما تكون بمحرك اتوماتيكي .. زي التور في الساقية لو ح استخدم تشبيه اصح .. ح اسرح و اشتغل .. و اشتغل و اسرح .. لغاية ما اليوم يخلص .. حاجة واحدة اكيد ح يسرح فيها مخي طول اليوم .. زي بعد كل بلاك اوت .. ايه اللي حصل ؟؟ ح افضل احاول افتكر ايه اللي حصل في غرفة التحقيق .. قلت ايه ؟؟ و خرجت منها ازاي ؟؟ ___________________________________________________________________________________________- رمزي ________________________________________________________________________________________ الادفاندج اللي بيبقى مع المحقق الجنائي في الظروف دي هو رغبة الشخص اللي بيتم معاه التحقيق انه يبرأ نفسه .. انه يكسب المحقق في صفه .. اي محقق ذكي بيلعب على النقطة دي .. يبان في مرحلة من مراحل التحقيق انه مصدق .. و انه متعاطف مع الشخص .. و هو في الوقت نفسه بيجهز لهجوم معين .. يتم و الشخص بيبدأ يحس بالاطمئنان ... كل ده مش ح ينفع معايا .. حقيقة ان هو المحقق اللي كان بيحقق في قضية الجيران اللي اتقتلوا .. بتقول انهم مازالوا شاكين فيا بخصوص القضية دي .. لكن برضه التزامن بيؤكد ان مستحيل يكون فيه اي جديد بخصوصها .. جديد ظهر بالذات دلوقت !! مش ممكن طبعا !! خطوة ارباك خالصة بدون اي هدف غير الارباك و انهم يشعروني اني محل شكوك ضخمة .. و ده بيؤكد اكثر ان ما فيش في ايديهم اي قطعة من دليل .. و دياب برة الصورة نهائيا و حاليا في بلاك اوت .. و في الوقت اللي كان الهدف الاساسي هو ارباكي ... قدرت في ثواني احدد الارض اللي انا واقف عليها .. و استخدم كل ده في اني اكون ثابت اكثر و اكثر في مراحل التحقيق اللي جاية .. الارض ان هو شاكك فيا و عايز يوقعني في الكلام او في ردود الافعال .. و انا ما عنديش اي مشكلة مع شكوكه ... و آخر حاجة تهمني اني انهي الشكوك دي .. او اني اظهر بريئ قدامه .. المهم هو اني ما اقولش اي حاجة او يخرج مني اي رد فعل يعكس اني مذنب .. . في نهاية التحقيق .. و لما يستقر قدام المحقق انه ما قدرش يوقعني .. هو نفسه .. ح يقنع نفسه اني ممكن اكون بريئ .. علشان يهرب من حقيقة انه اتهزم .. احتمال برائتي لازم يوصل للمحقق كترضية ذاتية للنفس بعد الهزيمة في التحقيق .. مش كنتيجة لأقناعي له فعلا ببرائتي اثناء التحقيق ... هي دي ارضية الملعب .. موهوم وهم كبير لو تخيل ان هو اللي محددها . بمجرد ما خد مكانه ورا الترابيزة لقيته بيبتسم .. انسان مذنب ح تطمئنه الابتسامة دي .. و ح يبتدي يتودد هو كمان .. انسان بريئ ح تستفزه الابتسامة .. و ده هو بالظبط رد الفعل اللي خرج مني .. بشوية عصبية و نفاذ صبر .. قلت له اني ما عنديش اي حاجة جديدة اقولها في موضوع الجيران ده .. و لو ما فيش اتهام معين يا ريت تسمح لي اني امشي مع الاخذ في الأعتبار اني مش ح اتكلم في الموضوع ده تاني نهائيا الا و فيه اتهام رسمي و معايا محامي !!! اقدر اشوف بوضوح من تعبيرات وشه انه اتفاجأ من الدخلة دي .. كان اكيد متوقع اني ح اكون كاشش و مستني ح يقول ايه ... وشه بسرعة قدر يغطي المفاجأة و لقيته بيبتسم تاني .. و بيقول لي " لا خالص .. احنا مش عايزينك بخصوص كده خالص" .. و بان من عينه انه بيراقب كل ردة فعل على ملامحي .. سكت لحظة و بعدين اترسمت على وشه ابتسامة جديدة .. و قال : بس مش ملاحظ فعلا اننا بنشوفك كثير .. اكثر من المعتاد بالنسبة لناس كثير . سكت و بص لي .. ما رديتش قلت اي حاجة .. فضلت عيني متركزة في عينيه .. و لما طولت المدة قلت له : اتفضل .. يا ريت تسأل الاسئلة اللي محتاجني فيها .. انا عندي شغل الصبح و محتاج اروح علشان اصحى بدري .... للمرة الاولى حسيت اني قدرت اضايقه .. الثقة دي اللي انا با اتكلم بيها عن اني ح اخرج من هنا و ح اروح .. و حقيقة اني انا اللي با اسأل و با اضغط دلوقت !! لقيته اتعدل في قعدته .. و ظهرت على وشه ملامح جدية .. اكثر بكثير من كل الوقت اللي فات .. قال لي ان المسألة بخصوص هيلين .. اني آخر واحد شافها قبل ما تختفي .. فضلت ساكت .. مستني سؤال .. ما فيش كلمة ح تخرج مني الا ردا على سؤال .. لازم تعود نفسك على كده .. لو متصور اني جاي ارغي و اخللي البساط احمدي معاك .. يبقى ظنك ج يخيب جدا . لقيته بيقول لي .. بس قبل ما ندخل في الموضوع .. عايز اعرف .. هل كل شيئ على ما يرام بالنسبة لك .. هزيت راسي و قلت ايوة .. كله تمام .. قال لي انه بيقول كده لأن فيه زملاء ليا في الشغل لاحظوا اني شارد الذهن في اوقات كثير .. با افكر و سرحان و مش في افضل حالاتي النفسية !! دياب الغبي .. ما يقدرش ابدا يشتغل و يخلص يوم شغل من غير العته اللي بيظهر عليه .. .. قلت له ضغط الشغل ساعات بيكون مربك . نقطة و خلصت الجملة .. رغبة الانسان المذنب في تبرئة نفسه قدام المحقق .. بتخليه يرغي و يتكلم كثير في الرد على اسئلة من النوع ده .. معايا انا .. مش ح تاخد غير جملة قصيرة ردا على كل سؤال .. عارف القطارة .. هي دي اللي انا ح اوزن كلامي بيها معاك . بعد كده لقيته بيدخل في مناطق وعرة اكثر .. بخصوص كلام زملائي في الشغل ... قال لي ان فيه زملاء لينا في الفندق .. بيقولوا ان علاقتي بهيلين كانت اكثر شوية من مجرد علاقة زملاء !! ده كدب أكيد .. هيلين كانت بتخاف من صاحبها الروسي بتاع المافيا انه يعرف عن اي غراميات ليها .. و لو كانت قالت اي حاجة لأي حد .. يبقى مجرد كلام .. ما فيش عليه اي دليل .. قلت له ان سياسة الفندق بتمنع اي علاقات من النوع ده بين العاملين .. و انا انسان حريص جدا على شغلي .. ... و ان احنا بنشتغل مع بعض من فترة طويلة انا و هيلين في الريسيبشن .. و طبيعي ان علاقتنا تكون كويسة .. لو فيه اي رأي تاني لأي حد من الزملاء حوالين طبيعة علاقتنا .. يبقى اكيد فاهم غلط . دي كانت اطول اجابة على الاطلاق ليا على اي سؤال من الاسئلة طول فترة التحقيق .. بعد كده دخل على مشوارنا انا و هي بعد الشغل و في المول .. سألني اتكلمتوا في ايه بالظبط .. قلت له امور عادية جدا .. ما فيش حاجة معينة .. الطقس .. الجو .. مواقف في الشغل .. حاجات من هذا القبيل ... قال لي ما لاحظتش اي حاجة عليها .. اي شيئ على الاطلاق .. هزيت راسي و قلت له لأ .. قال لي لبسها طيب .. ما لحظتش حاجة على لبسها !! هنا واضح تماما انه عايزني اقول له على الخاتم .. النقطة دي انا كنت با افكر انها ح تيجي اكيد اثناء التحقيق .. و ما كنتش وصلت فيها لقرار .. هل اتبرع انا اني اقول له انها كانت لابسة خاتم غالي .. انسان بريئ تماما ما عندوش حاجة يخبيها .. اكيد ح يشير لموضوع انها كانت لابسة خاتم شكله غالي .. لكن برضه شخص بريئ و حاسس انه بيتم توجيه الشكوك له بدون وجه حق .. اكيد ح يتردد قبل ما يقول ان البنت المختفية كانت لابسة خاتم ممكن تمنه يدفع انسان لأرتكاب جريمة .. و هو ده الاختيار اللي انا فضلته في اللحظة دي .. قلت له آسف .. مش قادر افتكر حاجة ... سكت شوية .. و بعدين قال : هيلين يوم اختفائها كانت لابسة خاتم من الماس .. غالي جدا .. معقول ما لفتش نظرك ؟؟ بالظبط زي ما يكون الكيو اللي انا كنت مستنيه .. ظهر على وشي علامة النرفزة .. انسان بريئ و عامل مجد بيتم اتهامه في نزاهته .. غضب و تكشيرة على الوش .. مع الغضب و التكشيرة قلت اني ما اقبلش ابدا اي تلميحات من نوع زي ده .. انا انسان شريف بيشتغل و يعرق بشرف .. اي حاجة تخص اي انسان او انسانة تكون غالية في الزي او في المظهر .. دي مسائل ما تخصنيش .. سالني انت متنرفز ليه .. احنا بنحقق في بلاغ اختفاء .. و لازم نقلب تحت كل الاحجار و الاركان المتاحة .. قلت له متنرفز لأن السؤال بيحمل ضمنيا اتهام اني ممكن يكون ليا دخل في الموضوع بسبب ثمن الخاتم .. و انا ما اقبلش ده .. قال لي اطلاقا .. مش ده خالص اللي في بالنا .. زي ما قلت لك .. احنا بندور في كل جوانب المسألة .. بعد جملته دي ظهر عليا اني هديت نسبيا .. .. سكتت شوية .. و قررت انزل بالكارت الكسبان . قلت له انها قالت لي ان الخاتم هدية ليها من صديق روسي غني .. و كانت بتتكلم في اطار انها عايزة تقطع علاقتها به .. و ترجع له الخاتم !! ظهر فجاة على وشه علامات اهتمام كبير .. قال لي : اي صديق روسي بتتكلم عنه ؟؟ اهل هيلين قالوا ان الخاتم ده من مدخراتها ؟؟ ضحكت .. و قلت له انا راتبي انا و هيلين راتب واحد .. و ما با احلمش ابدا اشتري خاتم الماظ مهما ادخرت !! نكتة برضه في الوسط ما تضرش .. قلت له ان هيلين كان ليها صديق روسي و هي قالت لي انه اهداها الخاتم .. و ان علاقتهم ما كانتش مستقرة .. حتى مرة الموضوع وصل لتدخل السيكيورتي في احد الملاهي الليلية .. بسبب انه كان بيجرها بعنف انها تخرج من المكان !! كل ده حصل فعلا ... و لما يحققوا ح يكتشفوا انه حصل فعلا .. سألني و ليه ما قلتش كل ده قبل كده ؟؟ رديت ببساطة : انت ما سألتنيش !! قال لي فين الملهي الليلي ده ؟؟ اسمه ايه ؟؟ قلت له على اسم المكان .. و أتاكدت في اللحظة دي ان باقي التحقيق مش ح يطول كثير و اني ح اخرج من مركز البوليس بسلام ________________________________________________________________________________________- دياب ______________________________________________________________-___________________________ المفروض اني اطمئن و اهدا .. لكن في الحقيقة .. اللي انا حاسه ابعد ما يكون عن الهدوء .. و عن الاطمئنان .. اللي عرفته و كل الناس عرفته من الجرايد و من متباعات التلفزيون ان تم القبض على صديق هيلين الروسي و تم توجيه التهمة له بقتل هيلين .. ما لقوش الجثة .. لكن لقوا تليفونها .. لقوا التليفون في بيت في الضواحي اثبتت التحقيقات انهم كانوا بيتقابلوا فيه .. لقوا التليفون و عليه أثار دم ممسوح .. ثبت من تحليل الدي ان ايه .. انه دم هيلين .. و ما فيش اي دي ان ايه تاني على التليفون .. غير دي ان ايه صاحبها الروسي نفسه .. من هنا اعتبر البوليس ان القضية مقفولة .. و ما فيش شك في انه هو اللي قتلها .. و خصوصا ان في يوم اختفائها .. كان فيه تليفونات كثير منه جاية على تليفونها و هي ما ردتش .. ما ردتش غير مرة واحدة .. المرة دي الثابتة في سجل المكالمات هما اتكلموا فيها لثلاث دقايق و عشرين ثانية .. و بعد كده فيه رسالة منه على الواتس آب .. بتقول مش انا اللي تقفلي السكة في وشي .. ح تندمي على كده .. ح تندمي جامد .. بعد كده فيه رسالة منها هي له .. برضه على الواتس آب .. بتقول له ما علهش ما تزعلش .. تعالى نتقابل بعد ساعتين في المكان الفلاني .. تقديرات الصحافة و المتابعين بتقول انهم من المحتمل انهم اتخانقوا في المكالمة دي و قفلت السكة في وشه .. بس انا بقى متاكد انهم اتخانقوا .. و هي ما كانتش عارفة تخلص من اسئلته حوالين المكان اللي هي فيه بالظبط .. و طلبه ليها انها تفتح الكاميرا ... متأكد لأن دي هي آخر حاجة انا فاكرها من لقائنا مع بعض على البحيرة .. كنا مع بعض انا و هي .. و هو كان ح يتجنن يعرف هي فين .. التحقيقات دلوقت و مجهود السلطات كله متجه للضغط عليه انه يعترف بمكان الجثة ... و هو لغاية دلوقت مصمم انه بريئ .. و ان حصل فعلا انه اتكلم معاها و اتخانقوا .. لكن بعد كده راح و انتظرها في المكان اللي هي حددته في رسالتها على الواتس آب .. و هي ما جاتش ... مكان في حديقة عامة ما فيهوش اي كاميرات تثبت انه كان موجود .. و انه كان مستنيها فعلا .. القضية كده لابساه لابساه .. و مناشدات اهلها منصبة على انه يريحهم و يقولهم فين مكان جثتها علشان يدفنوها الدفن اللائق .. كل ده المفروض ان يطمئني و يريحني .. بس الحقيقة .. اني من جوايا عارف ان هو بريئ .. فيه زي ما يكون حقيقة ثابتة في اعماقي ان الراجل ده was framed لو ح نستخدم التعبير الانجليزي .. و اني بشكل ما ليا دخل في الموضوع ... و زي ما يكون عندي شعور اكيد اني ح الاقي الخاتم .. الموضوع عامل زي ما ارتحت المرة اللي فاتت و بدأت اطمئن و اقول ان ما ليش دعوة بقتل الجيران .. و ان يمكن القاتل خبأ الفاس في عربيتي با اي طريقة .. علشان يدينني انا .. لغاية ما لقيت الفلوس .. و برضه ساعتها خدعت نفسي في الآخر .. قلت يمكن حد عايز يساعدني بشكل مستخبي .. كلام فارغ طبعا .. المرة دي مش قادر اخدع نفسي .. و لما الاقي الخاتم مش قادر اتصور اني ح اصرف تمنه و اتمتع بالحياة تاني و فيه انسان مسجون ظلم .. طيب مش يمكن كل دي اوهام مني ... و صاحبها الروسي هو اللي قتلها فعلا .. بمجرد ما ح الاقي الخاتم ح ينهار الاحتمال ده .. و ح ادخل في رحلة عذاب ما لهاش نهاية .. مش قادر على الانتظار و لا قادر على ممارسة الحياة بشكل طبيعي و كل الاسئلة دي بتعصر جوايا .. ما فيش غير الانتحار .. ساعات بيظهر الانتحار كحل وحيد اخير .. حل ممكن فعلا ما يكونش فيه غيره . ____________________________________________________________________________________________- رمزي ______________________________ ______________________________________________________________________________________________________ I framed him you idiot 😃 انا اللي دبست الروسي المغفل فيها يا مغفل انت كمان ... ههههههههههه لما با اسمع دياب بيفكر با ابقى عايز اضحك .. في اللحظة اللي ح يبقى معايا فلوس ما تحتاجش لا شغل و لا شقا و لا صحيان الصبح .. اكيد ح اخلص من دياب للابد .. مش ممكن الغباء ده .. ازاي مش عارف اني انا اللي رسمت الخطة دي بكل عبقرية .. اول ما بعت الروسي لهيلين الرسالة اللي فيها تهديد .. بدات آخد عجلة القيادة من ايد دياب بالتدريج .. قلت لها الافضل انها تبعت له رسالة تهدئه .. و تقول له يقابلها .. قلت لها تقول له يقابلها في الحديقة علشان تضمن ما يتهورش و يضربها في مكان مفتوح .. .. اول ما بعتت له الرسالة ... مديت ايدي و بعتت دياب لبلاك اوت قاطع و مفاجيئ و كامل .. استخدمت ايدي .. ما با احبش الدم الكثير في ظروف زي دي .. خنقة واحدة قوية بالدراع و ايدي على الفم خلصت المسألة في ثواني .. لما همد جسمها بالكامل .. استخدمت السكينة علشان اعمل جرح كفاية لكمية دم تسمح اني اغرق بيهم تليفونها .. اللي ساعد كمان هي انها حكت لي انها بتقرف منه لما يقعد يقلب في تليفونها علشان يشوف لو فيه اي حاجة تدل على ان ليها غراميات تانية .. و انها بتقرف بالذات لأنه بيعمل ده و ايده في اوقات كثير عليها اثار سي فود من اللي هو بيمز بيه مع الفودكا .. ده معناه ان فيه اكيد دي ان ايه من صوابعه على التليفون .. بالمفاتيح اللي معاها للبيت اللي بيتقابلوا فيه .. بيت ريفي ما فيش عليه اي كاميرات .. فتحت الباب و انا متأكد ان المغفل مستنيها في الحديقة .. و حطيت التليفون في المكان الصح . و قابل يا مافياجي المؤبد .... عبقري .. و ما يستحقش الا حياة واحد عبقري .. بس اعمل ايه في المعتوه دياب .. ما بقاش خطر عليا بس في انه ممكن يقول او يعمل حاجة غلط تودي في داهية .. لأ .. ده بقا حرفيا خطر عليا بسبب افكار الانتحار اللي عمالة تيجي له دي .. محاولاتي اني اقنعه بوجودي و اني اخليه يتعايش مع الوجود ده بقت محاولات خطرة .. لأنها بتسبب له انهيارات نفسية خطرة بتعلي عنده اكثر فكرة الانتحار .. .. لازم أفضل صاحي و منتبه و واخد بالي و في حالة تأهب دايم .. مش ح استنى لما يحاول الانتحار فعلا و انتظر انه يتراجع .. في اللحظة اللي ح الاقيه فيها بدأ ياخد اي خطوات عملية للتنفيذ .. ح امد ايدي و امسحه كليا من الوجود .. حتى لو اتحملت وجع دماغ الشغل و الصحيان في المواعيد و شقا الوظيفة __________________________________________________________________________________________-. دياب ________________________________________________________________________________________________ ياترى ده كان حلم ؟؟ كابوس ؟؟ و الا فعلا ده حصل ... هل حطيت الموس على ايدي بالفعل و كان قصدي اضغط على الشريان و انتحر .. و الا ده كان حلم مرعب .. لقيت نفسي با اصحى من النوم على صرخة طالعة مني .. و مش فاكر انا نمت امتى او ازاي .. بلاك اوت جديد .. بس اللي صحاني مرعوب هو المشهد ده .. ايدي و هي ح تبتدي تضغط بالموس علشان اخلص بقا من كل حاجة .. و بعدين الصرخة و الصحيان .. .. و انا في السرير غرقان في عرقي .. قمت من السرير بصعوبة .. رحت الحمام و فتحت الدولاب الصغير فوق الحوض .. كل الأمواس في مكانها .. اكيد كان حلم مزعج .. كابوس .. بس فيه اسم تاني عمال يصرخ في وداني من ساعة ما صحيت .. مش سامعه بالصوت .. لكن حاسه .. زي ما كنت با احس با اسم رمزي في نافوخي .. بس المرة دي الاسم مش رمزي .. الاسم ملاك .. اسم عمال يتكرر .. ملاك .. ملاك .. مين ملاك ده ؟؟ برضه عمري ما عرفت حد اسمه ملاك . _______________________________________________________________________________________- ملاك ________________________________________________________________________________________-__________ مش ح اسمح لرمزي انه يأذي دياب تاني با أي صورة من الصور .. حماية دياب هي مسؤليتي ... و اذا كان دياب مش واعي لوجود رمزي .. فا انا بقا واعي لوجوده .. و واعي لكل شروره و غروره ... و لا ح اسمح له اني يقضي على دياب زي ما هو كان متصور انه ممكن يعمل .. و لا ح اسمح له تاني انه يورط دياب في جريمة جديدة من جرايمه الشريرة .. في اللحظة المناسبة و دياب بيمد ايده بالموس علشان يأذي نفسه و ينتحر ... و في اللحظة اللي كان ح يتدخل فيها رمزي و يقضي على دياب .. تدخلت انا ... خدت انا الدركسيون المرة دي يا رمزي باشا .. اما نشوف ذكائك و عبقريتك ح يعلموا ايه المرة دي .. انا اللي خدت الموس من ايد دياب و رجعته و رجعت كل حاجة لمكانها في الدولاب فوق الحوض .. و انا اللي رجعت دياب للسرير .. مهما كان صدمة صحيانه و احساسه بالكابوس .. لكن في النهاية هو سليم و معافي .. و ح يفضل سليم و معافى .. فاهم يا رمزي .. حماية دياب منك و من شرورك و حماية مصالحه في الحياة عموما .. مسؤليتي انا .. انا اللي ح اقف لك .. مش بوليس و لا نيابة . ______________________________________________________________________________ رمزي ____________________________________________________________________________________ ما اعرفش بالظبط ملاك ده كان معانا من امتى بالظبط .. بس فيه حاجة كده بتقول لي انه ما يعرفش خالص مكان الخاتم .. و ده ح يغير الخطط تماما .. شكله كده شخص ساذج لسه بيعترف بحاجات زي الاخلاق و الضمير .. و لسه في دماغه كلمات كبيرة زي الخير و الشر و كلام الافلام و الروايات ده .. لازم اعيد حساباتي بخصوص اللحظة اللي ح يظهر فيها الخاتم .. المفروض كان الخاتم يظهر اول ما قلق التحقيقات ينتهي بالكامل .. و نبتدي ننتعش بقا شوية بكام الف يورو .. لكن لو ظهر الخاتم و ملاك ده اتغابى في لحظة كان هو اللي مسيطر فيها على دياب .. ممكن ده يكون له عواقب وخيمة .. لازم ظهور الخاتم يتأجل خالص لغاية ما نشوف ايه حكاية ملاك ده بالظبط ... بس فيه حاجة مطمئنة في الموضوع .. الجملة دي حوالين حماية مصالح دياب .. اكيد مش ح يحمي مصالحه انه يوديه السجن او اللي اسوء من السجن بكثير .. مصحة المجرمين النفسية .. شكله اذكى من كده رغم كل سذاجنه .. و ده معناه .. ان ممكن جدا لما يظهر الخاتم .. يغير رأيه .. و يبرر لنفسه .. زي ما دياب نفسه غير رأيه و برر لنفسه لما لقا العشرة تلاف يورو في المرة اللي فاتت .. ممكن جدا يهدا كده .. و يبطل الافكار العبيطة اللي في دماغه .. و نتمتع كلنا .. نتمتع بخمستاشر او عشرين الف يورو .. انا و دياب و برضه ملاك ... مافيش داعي يا عم ملاك نفكر في بعض اننا اعداء .. انا كمان مش عايز غير راحة دياب .. و مصالح دياب __________________________________________________________________________________ دياب ___________________________________________________________________________________________ من مدة ما فيش افكار سودا بتجي لي .. و حاسس ان الحياة بدات عجلتها تمشي من تاني .. بس من وقت للتاني با احس بالتعب .. .. ارهاق بيتحسن شوية لما اشرب قهوة او رد بول او اي مشروب طاقة .. بس برضه زي ما يكون فيه بقعة تعب و ارهاق .. عميقة جوا في اعماق الروح ... زمان كنت قريت رواية .. مش فاكر هي ايه بالظبط و لا فاكر اسم مؤلفها ... بيلح عليا با استمرار جملة فيها .. با افتكرها دايما .. مش فاكر نصها بالظبط .. بس بتقول ما معناه : ان الملايكة و الشياطين بيتخانقوا جوه قلوبنا .. اما قلوبنا نفسها ... فما فيش لها غاية او طلب غير انها ترتاح .. و تتخلص للأبد من الالم ______________________________________________________ انتهت









37 views0 comments
Post: Blog2_Post
bottom of page